جددت دبي حرصها على الاستمرار باتباع سياسة الحرية التجارية وقال ولي عهد الإمارة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم "ان الإمارة ستواصل انتهاج سياسة التجارة الحرة والسوق المفتوحة التي اثبتت نجاحها في تنويع مصادر الدخل القومي ورفع مستوى الدخل الفردي الى مستويات قياسية خلال فترة زمنية قصيرة". وأضاف في احتفال نظمه مجلس الذهب العالمي "ان حصول دبي على المرتبة الأولى في استيراد السبائك الذهبية على مستوى العالم لعام 1997 يرسخ موقعها الريادي في تجارة الذهب والمشغولات الذهبية والمجوهرات ويجعلها جديرة بلقب مدينة الذهب الذي تشتهر به". واعتبر ان الرقم القياسي الجديد الذي حققته واردات الإمارة من السبائك الذهبية ليس أمراً عادياً بالنسبة لسوق محلية صغيرة نسبياً. وذكر رئيس مجلس الذهب العالمي دونالد إم. مورلي أن تجارة الذهب في دبي ارتفعت عام 1997 إلى 660 طناً بقيمة سبعة بلايين دولار، بعدما كانت عام 1996 نحو 380 طناً. لكن رولف شنيبلي الرئيس التنفيذي الاقليمي للمجلس في الشرق الأوسط توقع أن تصل واردات دبي من الذهب نهاية السنة الجارية الى نحو 500 طن. ونصح مورلي في مؤتمر صحافي عقده في دبي البنوك المركزية في دول مجلس التعاون الخليجي بزيادة احتياطاتها من الذهب، وقال: "ان نسبة احتياطات الذهب لدى البنوك المركزية الخليجية تراوح بين اثنين وثلاثة في المئة الى اجمالي الاحتياطات، في مقابل نسبة تراوح بين عشرة و15 في المئة لدى البنوك المركزية في العالم". وشدد مورلي على أن انفتاح الأسواق الهندية، وانخفاض واردات دبي من الذهب لن يزعزع مكانتها ك "مدينة الذهب"، معتبراً أن كمية الواردات لم تمنح دبي هذا اللقب بل النوعية التي تقدمها الى المستهلك، والأسعار التي تعتبر الأرخص في العالم، ثم التنويع المستمر في منتجات الذهب والقدرة على تسويقها عالمياً. وقال: "ان دبي كلاعب رئيسي على ساحة تجارة الذهب العالمية وفر نموذجاً مهماً لتجارة الذهب في أنحاء العالم وأن دبي لا تزال تحافظ على مكانها كأكبر مركز لإعادة توزيع الذهب المنقول في العالم بالاضافة الى قيادتها لقطاعات جديدة في منتجات الذهب وابتكاراتها في هذا المجال ما يعزز مكانتها العالمية بصفتها مدينة الذهب". وقال مورلي "ان دبي تصدرت أسواق الذهب العالمية، من خلال استحداث قطع الحلي المصنوعة من سبائك الذهب الصغيرة على شكل تعليقات، وأصبحت تلك المنتجات المبتكرة، المتميزة بنقوشاتها وابعادها الثلاثية وصورها المتحركة من خلال تكنولوجيا الحفر بالليزر، اسماء مألوفة في انحاء المنطقة"، مشيراً الى أنه بينما كان بيع الحلي الذهبية عيار 24 قيراطاً مقتصراً حتى بضع سنوات خلت، على جنوب شرقي آسيا، نجحت دبي في نشر هذه الحلي في أنحاء العالم كافة. وقال: "ان أسعار الذهب الحالية هي الأقل بشكل عام منذ عشرين عاماً" معتبراً أنها "مغرية جداً". وأضاف: "من غير المستبعد أن ينخفض الانتاج العالمي للذهب بحلول نهاية السنة الجارية في حال انخفاض أسعار بيع الذهب". ورأى المسؤول الأول في مجلس الذهب العالمي ان سعر 300 دولار للأونصة "مناسب ومنطقي للمنتجين للاستمرار في انتاجهم" مشيراً الى أن بعض المنتجين بدأ في عمليات الترشيد حيث توقفت مناجم في أميركا الجنوبية وجنوب افريقيا عن انتاج الذهب. وكان مورلي التقى في وقت سابق مع عدد من كبار تجار الذهب في دبي، في قطاعي الجملة والتجزئة، واستمع منهم الى شرح عن وضع تجارة الذهب في الإمارة وفي المنطقة على حد سواء، كما زار سوق الذهب برفقة عدد من أعضاء مجموعة الذهب والمجوهرات في دبي.