أعلن المكتب الاقليمي للمجلس العالمي للذهب في دبي ان واردات الامارة من الذهب سجلت في الربع الأول من العام الجاري تراجعاً طفيفاً بلغت نسبته 1.3 في المئة مقارنة بالربع الأول من سنة 1997. ووصف المجلس التراجع المذكور انه "مؤقت"، فيما اعتبر الرئيس التنفيذي للمجلس عن منطقة الشرق الأوسط رولف شنيبلي الانخفاض المسجل في واردات الامارة بأنه لا يدعو للاحباط نظراً للنمو الهائل الذي سجلته واردات دبي من الذهب في السنة الماضية. وأظهرت الاحصاءات الحكومية الدبوية الصادرة عن دائرة الجمارك ان واردات الامارة انخفضت الى مستوى 153 طناً في الربع الأول من السنة الجارية متراجعة من مستوى 155 طناً في الربع الأول من سنة 1997، مشيرة الى أن الانخفاض المذكور تحقق في شهر آذار مارس الماضي حيث انخفضت الواردات بنسبة 25 في المئة مقارنة بالشهرين السابقين ودارت الواردات في كل منهما حول 52 طناً. وقال شنيبلي ان واردات دبي من الذهب تتراجع عادة في شهر آذار مارس من كل عام مقارنة في الشهرين السابقين، لكنه أضاف "من الأجدر التريث قليلاً قبل استخلاص النتائج بخصوص تأثير تحول الهند للاستيراد المباشر للذهب من أوروبا بدلاً من دبي"، مشيراً الى أنه عندما خطت الهند خطواتها الأولى على طريق تحرير استيراد الذهب عام 1996، تراجعت واردات الامارة في الربع الأول من ذلك العام بواقع13 طناً عن مستويات العام الأسبق، إلا أنها سجلت نمواً بمعدل عشرة في المئة على مدار العام. وكانت الحكومة الهندية أعلنت في تشرين الأول اكتوبر الماضي تحرير قواعد استيراد الذهب وسمحت لثلاث شركات تابعة للدولة وثمانية بنوك بحرية استيراد الذهب وبيعه في السوق المحلية التي تعد أكبر أسواق العالم استهلاكاً للذهب. ورجح مدير المجلس في دبي "دي في باتي" ان تتحول تجارة سبائك الذهب في دبي خلال السنة الحالية من الاتجار بالسبائك العادية الى السبائك المشغولة ذات القيمة المضافة وتوقع ان تتعزز هذه التجارة، مشيراً في هذا الصدد الى أن الشركات العاملة في تجارة وصناعة الذهب في دبي بدأت باستحداث قطاعات فرعية في هذه التجارة على صعيد قطاع التجزئة، وهو ما أوجد للامارة أسواقاً جديدة لذهبها في كافة أنحاء المنطقة معتبراً ان تجارة سبائك الذهب في دبي بدأت تتجه بصورة متزايدة الى الأسواق العالمية عبر منتجات فريدة ومتطورة. ولاحظ المسؤول في تجارة الذهب العالمية ان أسواق دبي تشهد أيضاً وبصورة متزايدة باستمرار تدفق تشكيلات جديدة من الحلي والمجوهرات الذهبية التي تحمل علامات مسجلة للتجارة والمنتجين المحليين، فيما تقود الامارة سوق الحلي الذهبية عيار 24 قيراط في كافة أنحاء المنطقة، مما يشكل مؤشرات واضحة على أن سوق الامارة تنضج بسرعة متناهية، مشيراً الى مرونة تجار الذهب في دبي وقدرتهم الفائقة على التكيف السريع مع المستجدات. وقال: "انها بالفعل مدينة الذهب الأولى في العالم". وطبقاً لتقرير مجلس الذهب العالمي فإن سويسرا تصدرت في الربع الأول من السنة الجارية قائمة الموردين العالميين للذهب الى دبي بواقع 113 طناً متقدمة بذلك على 35 دولة موردة للامارة، فيما انتزعت جنوب افريقيا المركز الثاني في قائمة المصدرين بدلاً من بريطانيا حيث صدرت الى الامارة 20.2 طن من السبائك الذهبية فيما بلغت صادرات بريطانيا 13.9 طن. وكانت دبي تصدرت العالم في السنة الماضية في تجارة الذهب وباتت أهم مركز لإعادة التصدير، حيث استوردت 660 طناً من السبائك الذهبية بزيادة قدرها 88 في المئة عن معدل استيرادها في سنة 1996 فاستفادت من زيادة الطلب على الذهب في الهند وفي الدول المجاورة، فيما نجحت من تعزيز موقعها كمركز اساسي لإعادة التصدير الى أسواق جديدة مثل ايران ومصر. ويقول مراقبون ان انخفاض أسعار المعدن الأصفر في السنة الماضية الى مستويات متدنية هي الأقل من منتصف الثمانينات والارتفاع المستمر في الطلب بأسواق الذهب التقليدية بدول المنطقة مثل الهند وباكستان ساهم على تحقيق زيادة الطلب بأسواق دبي.