تعلق شركات المجوهرات العالمية آمالها على "معرض دبي الدولي الرابع للمجوهرات 98" الذي يعتبر أكبر وأهم حدث سنوي للساعات والمجوهرات والاحجار الكريمة والمشغولات الفضية في الشرق الأوسط، على أمل التعويض عن ضعف عائداتها في الاسواق الآسيوية الناجم عن الازمة المالية التي تعصف باقتصادات بعض دول تلك المنطقة. وتأمل الشركات الدولية في الفوز بمبيعات اضافية خلال السنة الجارية في منطقة الشرق الاوسط وشبه القارة الهندية مستفيدة من تراجع اسعار الذهب، ومن تحول دبي الى المركز الاول في تجارة الذهب في العالم، ومن القدرة الشرائية المرتفعة لسكان منطقة الخليج التي تظهر دراسات "مجلس الذهب العالمي" ان سكان المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة يشترون قدراً من القطع أكبر من أي دولة اخرى في المنطقة وربما في العالم. وتشير دراسة ميدانية لمجلس الذهب العالمي الى ان سكان دولة الامارات والمملكة العربية السعودية هم الاكثر انفاقاً على شراء الذهب في العالم اذ ينفق سكان الامارات في المتوسط نحو 2349 دولاراً للفرد كل عام مقارنة مع 1387 دولاراً للفرد في المملكة العربية السعودية. وربما يمثل هذان الرقمان أعلى معدلات سنوية للانفاق الفردي على الذهب في العالم. وتشكل دبي بموقعها المتوسط بين الشرق والغرب بوابة للمجوهرات والاحجار الكريمة الى اسواق شمال افريقيا واوروبا والهند والشرق الاقصى. وساهم وجود منتجات متميزة ومتنوعة وحرية المتاجرة بالمجوهرات والالماس في دبي في نضج وتطور هذه السوق وتمتعها بمعدلات نمو عالية في صورة قفزات واسعة وكبيرة. ويؤكد العاملون في سوق الذهب في دبي خطأ الافكار الشائعة عن ميل المرأة العربية الى تفضيل الحجم على حساب التصميم لاعتقادها بأن الذهب وسيلتها لضمان المستقبل. ويشارك في "معرض دبي الدولي الرابع للمجوهرات" الذي يستمر خمسة أيام ويقام في مركز دبي التجاري العالمي بين الأول والخامس من الشهر المقبل، اكثر من 1965 عارضاً من 32 دولة. حيث اكدت شركات فردية واجنحة وطنية حجز مساحات اكبر لمنتجاتها السنة الجارية. وقالت مديرة "معرض دبي الدولي للمجوهرات" في "مركز دبي التجاري العالمي" السيدة جاكي ريد، ان العارضين الذين دأبوا على المجيء الى الشرق الأوسط خلال السنوات الماضية يؤكدون ان معرض دبي الدولي للمجوهرات يحتل المرتبة الاولى بين المعارض المشابهة في المنطقة. واستقطب النمو السريع للمعرض خلال السنوات الثلاث الماضية اهتمام ودعم جهات ومؤسسات عالمية عدة متخصصة. ويتوقع منظمو معرض دبي الدولي الرابع للمجوهرات تدفق زوار من تجار الجملة والتجزئة والموزعين من دولة الامارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، وبقية دول مجلس التعاون الخليجي. وتتضمن المعروضات مجموعات كبيرة من المجوهرات العالمية تشمل الاحجار الكريمة المصقولة وغير المصقولة، ومشغولات ذهبية وفضية وأطقم أحجار كريمة وشبه كريمة ومجموعات من اللؤلؤ والمجوهرات القديمة والحلي وساعات اليد وساعات الحائط، ومواد التغليف والعرض ومعدات ومكائن التصنيع. ومن المقرر ان يتم تنظيم عرض خاص لبعض ابرز وأغلى وأندر قطع المجوهرات عشية افتتاح المعرض يقتصر حضوره على كبار المدعوات. فيما يستضيف "معرض دبي الدولي للمجوهرات 98" مؤتمر "انتريوب لتحديث علوم المجوهرات" في الثاني من الشهر المقبل في قاعة الملتقى، وسط توقعات بأن يجتذب في دورته الثانية اشهر الاسماء في صناعة المجوهرات والاحجار الكريمة من مختلف انحاء منطقة الخليج. وينظم المؤتمر المجلس الاعلى للالماس في انتريوب "اتش. آر. دي" بالتعاون مع "مركز دبي التجاري العالمي" والممثلية الاقتصادية ل "فلاندر" في دبي. وكان المؤتمر الاول عقد السنة الماضية في غرفة تجارة وصناعة دبي بعدما قرر المجلس الأعلى للالماس التركيز بقوة على تعزيز صناعة وتجارة الالماس في المدينة التي تشتهر عالمياً بانها اكبر مركز لتوزيع الذهب في العالم. وقال متحدث باسم المجلس: "تعتقد انتريوب ان لدى دول الشرق الأوسط امكانات تؤهلها للعب دور رئيسي في تجارة الالماس مستقبلاً. ونظراً الى كون دبي مركزاً مهماً لتجارة الذهب، فان الآفاق المستقبلية لتصنيع وتجارة ومبيعات المجوهرات الماسية في المنطقة تعتبر واعدة جداً"، مشيراً الى ان "المجلس الاعلى للالماس" قرر تطوير برنامج مكثف يتضمن مشاريع معلوماتية وتعليمية لدعم وتوسيع تجارة المجوهرات الماسية والماس في دبي ودول الشرق الأوسط، مؤكداً ان "معرض دبي الدولي للمجوهرات هو المنصة الملائمة لدعم هذا التوسع". وسيفتح المعرض ابوابه في الفترة المسائية من الايام الثلاثة الاخيرة للزوار من جمهور المستهلكين ويتوقع منظموه تسجيل مبيعات خاصة بملايين الدراهم، على اعتبار المنطقة تتمتع بأحد اعلى معدلات الدخل الفردي في العالم. يذكر ان الطلب على الالماس في منطقة الخليج يزيد الآن عن 2.1 بليون دولار سنوياً. ويؤكد "مجلس ترويج صادرات الاحجار الكريمة والمجوهرات الهندي" ان الهند تستأثر وحدها بنحو 75 في المئة من الماس المقطوع والمصقول في العالم. اما في دبي فتحوي سوق الذهب الشهيرة، التي تستغرق خمس دقائق على الاقدام لقطعها من اقصاها الى اقصاها، على 300 محل للمجوهرات يعرض كل منها ما معدله 75 كيلوغراماً من المجوهرات الذهبية. وبحسبة بسيطة، فان سوق الذهب في دبي تحتوي زهاء 5.10 طن من المجوهرات دائماً! ويشير تجار ذهب في دبي تحدثت اليهم "الحياة" الى ان انخفاض اسعار المعدن الاصفر الى مستويات متدنية تعتبر الاقل من منتصف الثمانينات، والارتفاع المستمر في الطلب بأسواق الذهب التقليدية بدول المنطقة مثل الهند وباكستان، ساهم في زيادة الطلب داخل دبي ما عزز دور اسواق دبي كمستورد رئيسي للذهب في المنطقة. ويقول "مجلس الذهب العالمي" اليوم ان دبي تصدرت العالم في تجارة سبائك الذهب وباتت اهم مركز لاعادة التصدير للمعدن الاصفر اثر تمكنها من زيادة وارداتها بنسبة 88 في المئة في العام الماضي مقارنة بعام 1996. واستوردت دبي العام الماضي 660 طناً من السبائك الذهبية مقابل 350 طناً العام الاسبق. واستفادت بذلك من زيادة الطلب في الهند والدول الاخرى المجاورة. وتملك دبي اكبر سوق في موضع واحد للذهب في العالم حيث تقوم مئات المتاجر التي تعرض مختلف تصاميم المصوغات الذهبية العالمية والاقليمية الذهب. ولا تستورد الامارة الخليجية الذهب لحاجاتها المحلية وحدها، اذ يتجه اكثر من ثلثي وارداتها من الذهب الى الهند التي تمثل اكبر اسواق العالم استهلاكاً للمعدن الاصفر، في حين يتجه نحو 20 في المئة الى الاسواق الاسيوية والخليجية المجاورة في حين تشير التقديرات الى ان حجم استهلاك الامارة من الذهب العام الماضي بلغ 42 طناً.