أكد وزير الخارجية السوداني الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل أمس ان حكومته حريصة على مواصلة جهودها للتوصل الى اتفاق على وقف دائم لاطلاق النار وإحلال السلام في جنوب السودان، وقال اسماعيل الذي التقى أول من أمس وفداً من وسطاء "الهيئة الحكومية للتنمية ومكافحة الجفاف" ايغاد يزور الخرطوم حالياً ان حكومته ترحب بدورهم وتدعم جهودهم لإحلال السلام في الجنوب. وأوضح أن محادثاته مع الوفد الذي رأسه ممثل كينيا الجنرال سيميويا، وضم سفراء أوغندا واريتريا واثيوبيا لدى نيروبي، تناولت مواضيع الاغاثة واتفاق الحكومة و"الجيش الشعبي لتحرير السودان" على اجراء استفتاء من أجل تقرير المصير في الجنوب كأساس للتسوية السلمية. وأعرب رئيس الوفد "ايغاد" في تصريحات نشرت في الخرطوم أمس عن ترحيبه بموافقة الحكومة السودانية على وقف النار وأكد أهمية التوصل الى اتفاق يقدم حلاً جذرياً للمشكلة. وأوضح ان نيروبي تعتقد أن التوصل الى مثل هذا الاتفاق بات قريباً. وكان المبعوث الكيني التقى وزير الدولة في وزارة الخارجية السيد علي نميري الذي كرر حرص حكومته على التوصل الى تسوية شاملة وعادلة في جنوب السودان. وعرضت الحكومة على وفد "ايغاد" اقتراحاً يقضي بوقف دائم للنار لضمان تسهيل عمليات الاغاثة لأكثر من مليوني مواطن يعانون المجاعة في جنوب السودان، وتشكيل لجنة خاصة تعنى باتخاذ التدابير لوقف النار بصورة دائمة. ووعد الوفد بعرض الاقتراح على حركة التمرد لابداء رأيها. الى ذلك وصلت الى الخرطوم أمس المديرة التنفيذية لمنظمة الأممالمتحدة للأطفال "يونيسيف" كارول بيلامي في زيارة تستمر أياماً تلتقي خلالها عدداً من المسؤولين السودانيين. وقال مصدر في مكتب "يونيسيف" في الخرطوم ان زيارة بيلامي تهدف الى الاطلاع على أوضاع مراكز تغذية الأطفال في بحر الغزال وفي عدد من مدن الجنوب. وأوضح بيان أصدره المكتب أمس "ان معالجة الأوضاع الصعبة في جنوب السودان لا يكمن فقط في توصيل المعونات الكافية للمتضررين بل في تحقيق حل دائم للحرب". وفي لندن دعت صحيفة بريطانية محافظة الى امداد متمردي "الجيش الشعبي" بپ"صواريخ مضادة للطائرات حتى يتمكن من منع الامداد العسكري الجوي لمدن محصنة لا تزال باقية في يد الحكومة السودانية". وانتقدت صحيفة "ديلي تلغراف" في مقال افتتاحي امس مساعي وزير الدولة البريطاني ديريك فاتشيت لتحقيق وقف اطلاق النار في الجنوب ولاحظت ان الهدنة "تعطي وقتاً لقوات الحكومة المحاصرة لاعادة التجمع والتسلح بأسلحة تحصل عليها بتمويل ايراني وليبي، في حين تمنع عن قوات المتمردين فرصة حرجة" في اشارة الى موسم الامطار الذي يهاجمون فيه عادة الأراضي الخاضعة للحكومة.