اعلنت وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت، امس، ان الوسيلة الوحيدة للخروج من المأزق الراهن الذي وصلت اليه عملية السلام في الشرق الأوسط هي "ان يتحادث الجانبان الفلسطيني والاسرائيلي مع بعضهما بعضاً بهدف التوصل الى حل مقبول منهما". واعترفت بمحدودية الدور الاميركي في هذا المجال لكنها اكدت ان الادارة "مستمرة في جهودها الراهنة طالما ان المحادثات الراهنة تجري بطريقة بناءة". وجاء كلام الوزيرة الاميركية ليعكس عدم ارتياح الادارة الاميركية لدعوة رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتانياهو واشنطن الى ممارسة الضغوط على الجانب الفلسطيني للقبول بالتعديلات التي ادخلها على الافكار الاميركية ولم يقبل الجانب الفلسطيني جانبا منها. وكشفت اولبرايت التي كانت تتحدث لدى بدئها امس جلسات "الحوار الاستراتيجي" مع وزير خارجية مصر السيد عمرو موسى، ان الهدف من المحادثات التي اجراها الوفد الفلسطيني الخميس الماضي في واشنطن كان اطلاعه على ما وصلت اليه الجهود الاميركية مع اسرائيل. وكان المفاوضان الفلسطينيان صائب عريقات ونبيل شعث غادرا العاصمة الاميركية مساء الخميس على وجه السرعة من دون الادلاء بأي تصريحات. وفسر مسؤول في وزارة الخارجية دعوة الوزيرة اولبرايت الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي الى التفاوض مباشرة بأنه جاء نتيجة طلب اسرائيلي من الولاياتالمتحدة بأن تقنع الجانب الفلسطيني بالتعديلات التي ادخلها مع الافكار الاميركية، وبعضها مقبول وبعضها غير مقبول من الادارة نفسها. وأضاف المسؤول ان نتانياهو يريد من الادارة الضغط على الفلسطينيين وان رد الادارة كان: "لقد حان الوقت للتحدث مباشرة معهم. وان المطلوب من وزير الدفاع الاسرائيلي اسحق موردخاي بدء الاتصالات مع الجانب الفلسطيني". وأكدت اولبرايت، رداً على اسئلة الصحافيين، ان الادارة لا تزال تعمل جاهدة للتقريب بين الموقفين الفلسطيني والاسرائيلي. وكررت القول إن الجانب الفلسطيني قبل الأفكار الأميركية اما الجانب الاسرائيلي فقال انه لا يستطيع قبولها كما هي. وقالت "نعمل الآن معهم من أجل صقل أفكارنا". وأضافت ان البحث مع المفاوضين عريقات وشعث تناول الوضع الراهن للمحادثات. وأشارت الى الصعوبات الكبيرة في دفع الجانبين الى التحادث مباشرة نتيجة جمود عملية السلام "ولا نعتقد أنه يمكن الخروج من المأزق الراهن والتوصل الى نتيجة اذا لم يتحادثا مع بعضهما بعضاً، ذلك ان هناك حدوداً للقدرة الأميركية أو لأي طرف آخر ما لم يتحادث الطرفان مباشرة". وكررت القول ان واشنطن ستتابع العملية طالما تجرى المحادثات الراهنة بشكل بناء "علماً أننا نقترب من آخر هذه المرحلة. ولا يمكننا الاستمرار الى ما لا نهاية". وشددت مجدداً على دعوة الجانبين الى المحادثات المباشرة مع استمرار لعب الولاياتالمتحدة دور المساعد قدر الامكان. كما أكدت رغبة الولاياتالمتحدة في التوصل الى الحل الشامل، وأن الادارة غير مستعدة للانسحاب من وضع صعب ولكنه مهم لنا جميعاً وهو عملية السلام في الشرق الأوسط". الى ذلك اجرت اولبرايت محادثات مع نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الاردني الدكتور جواد عناني الموجود حالياً في واشنطن. ورحبت اولبرايت بالوزير موسى وبالحوار الاستراتيجي بين مصر والولاياتالمتحدة "الذي سيفتح صفحة جديدة من الصداقة" بين البلدين. وتحدثت عن سعي الدولتين الى تشجيع الوصول الى سلام شامل ودائم في الشرق الأوسط، وكذلك تشجيع الانماء الاقتصادي في المنطقة ومقاومة الارهاب الدولي. وأشارت الى العلاقات العسكرية الوثيقة بين الدولتين. واعتبرت ان الشراكة الاميركية - المصرية ضرورية للمساعدة على بناء السلام والازدهار والحرية للمواطنين الاميركيين وللمساعدة على ضمان مستقبل مستقر لكل شعوب الشرق الأوسط. وتحدث الوزير موسى عن اهمية المحادثات في واشنطن حيث ستشهد المنطقة تطورات خطيرة سواء بالنسبة لعملية السلام او للمسائل الاخرى في المنطقة. وشدد على اهمية حل الاختلافات من خلال الحوار. وقال: "انها لحظة مهمة في العلاقات بين الولاياتالمتحدة ومصر وبين الولاياتالمتحدة والعالم العربي".