تداول الرئيس بيل كلينتون بعد ظهر أمس في عملية السلام في الشرق الاوسط مع وزيرة خارجيته مادلين اولبرايت والسفير دنيس روس منسق الجهود الاميركية للعملية، والخطوات المقبلة التي تنوي الادارة القيام بها لتحقيق التقدم المطلوب لاستئناف المفاوضات على المسار الفلسطيني - الاسرائيلي. وقال مسؤولون في مجلس الامن القومي ان روس اطلع الرئيس كلينتون على نتائج جولته الاخيرة في المنطقة والتي ادت، على حد تعبير الوزيرة اولبرايت "الى تحقيق بعض التقدم" مع اعترافها ان الجهود لا تزال بعيدة عن التوصل الى الانجازات المطلوبة. ولم تستبعد اوساط مطلعة ان يطلب الرئيس كلينتون من مبعوثه روس العودة مجدداً الى المنطقة لاستئناف الجهود الديبلوماسية، في حين ذكرت مصادر البيت الابيض ان الرئيس الاميركي تحادث مع رئيس وزراء بريطانيا توني بلير حول عملية السلام في كل من الشرق الاوسط وايرلندا. والمعروف ان بريطانيا ترأس حالياً الاتحاد الاوروبي وانها تبذل بصفتها هذه جهوداً للمساعدة على دفع عملية السلام الى امام. وفي غزة، توقعت مصادر فلسطينية عودة المبعوث الأميركي الى عملية السلام في الشرق الأوسط دنيس روس مجدداً الى المنطقة بهدف استكمال المحادثات التي اجراها الاسبوع الماضي. وذلك بعد انتهاء فترة اجازة عيد الاضحى المبارك. وعبرت هذه المصادر ل "الحياة" عن املها بأن تكون الادارة الاميركية قد بلورت في هذا الحين مبادرتها السياسية لطرحها على الاطراف بصورة معلنة. وأعرب كل من الدكتور نبيل شعث وزير التخطيط والتعاون الدولي في السلطة الفلسطينية والمدير العام لدائرة المفاوضات في السلطة الفلسطينية حسن عصفور، في حديث ل "الحياة" عن خيبة أمل الجانب الفلسطيني مما اعتبره تردداً غير مفهوم من جانب الادارة الاميركية، في الاعلان عن افكارها بصورة واضحة وعلنية. وقال شعث ان الجانب الفلسطيني ليس لديه ما يضيفه بعد اللقاءات الثلاثة التي عقدها روس خلال جولته الاسبوع الماضي مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات لأن الطرف الفلسطيني تعامل بأقصى قدر ممكن من الايجابية لانجاح الجهود الاميركية. وان على الاميركيين الآن اقناع رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو اذا كان يراد لجهودهم النجاح. وكشف شعث، انه كانت هناك فكرة تقترح بدلاً من جولة روس في المنطقة، عقد لقاءات اميركية - اسرائيلية في واشنطن واوروبا لهذا الغرض. ولكن الادارة قررت في ما يبدو ايفاد روس مرة اخرى. والمح الى ان الجانب الفلسطيني كان يفضل ان تقوم الادارة بالاعلان عن مبادرتها، وذلك لاظهار حقيقة ان الطرف الذي يعيق جهودهم، كما عاق حتى الآن الجهود المصرية والاوروبية، هو الجانب الاسرائيلي. وعبر حسن عصفور، عن مخاوف فلسطينية من استمرار الادارة الاميركية في اضاعة الوقت، في الجوانب الاجرائية، واللقاءات، ما يعني تقديم الغطاء لموقف رئيس الحكومة الاسرائيلية، منتقداً الولاياتالمتحدة لأنها "تضع على قدم المساواة المواقف الايجابية التي ابداها الفلسطينيون والمواقف المتعنتة التي تظهرها الحكومة الاسرائيلية، من دون ان تسمي علناً الطرف الذي يعيق انجاح الجهود المبذولة، لاخراج العملية السلمية من المأزق الحالي". ويبدي الجانب الفلسطيني مخاوف، من ان تستغل الادارة الاميركية الايجابية التي اظهرها الفلسطينيون خلال جولة روس في محاولة لفرض تنازلات جديدة عليهم، خلال جولة روس المقبلة.