أعلن الناطق الرئاسي السيد جبران كورية ان زيارة الدولة التي سيقوم بها الرئيس حافظ الاسد الى باريس بين 16 و18 الشهر الجاري ستتناول التطورات الدولية والوضع في الشرق الاوسط والبحر المتوسط والعلاقات الثنائىة. في وقت، توقعت مصادر ديبلوماسية فرنسية توقيع عدد من الاتفاقات الاقتصادية والثقافية بين البلدين. وقالت انها ستؤسس ل "شراكة استراتيجية تعمق التعاون في كل المجالات". واوضح كورية ان الرئيس الفرنسي جاك شيراك اتصل مساء اول من امس بالاسد وبحث معه في عملية السلام والزيارة المرتقبة. وقال الناطق الرئاسي في تصريحات صحافية ان الزيارة "هي محطة جديدة في تطور العلاقات السورية - الفرنسية، كما انها فرصة للبحث في المسائل الخاصة بتطوير العلاقات وتوسيعها وتعميقها على أعلى المستويات". واشار الى ان الرئيسين سيتبادلان الرأي في شأن الاوضاع في المنطقة والمتوسط واوروبا والعالم و"ان أي متتبع لتطور العلاقات لا بد ان يتوقع نتائج ايجابية في المجالات كافة ... ان نتوقع كل خير، بخاصة وان المواقف السورية والفرنسية ليست متباعدة وان لم تكن متطابقة في جميع المسائل الاساسية في الوضع والمنطقة". وقالت المصادر الفرنسية ل "الحياة" ان كلاً من الرئيس شيراك ورئيس الوزراء ليونيل جوسبان سيقيم مأدبة تكريماً للرئيس الاسد والوفد المرافق سيحضرها اكثر من 200 شخص من المسؤولين الفرنسيين والنواب والمسؤولين السابقين وكبار المسؤولين في الادارة المحلية. وزادت ان وفداً كبيراً سيرافق الرئيس الاسد يضم نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية الدكتور سليم ياسين ووزراء الخارجية السيد فاروق الشرع والاقتصاد الدكتور محمد العمادي والمال الدكتور محمد خالد المهايني ووزيرة الثقافة الدكتورة نجاح العطار، اضافة الى وفد كبير من رجال الاعمال يضم عشرين شخصاً يرجح ان يرأسه رئيس اتحاد غرف التجارة الدكتور راتب شلاح. واشارت الى ان ذلك يستهدف "بحث اقامة مشاريع مشتركة بين رجال الاعمال في البلدين وتشجيع المستثمرين الفرنسيين للعمل في سورية". وزادت ان الجانبين يبحثان منذ اسابيع الترتيب لتوقيع عدد من العقود بينها اقامة مصنع في وسط سورية بكلفة تبلغ نحو 260 مليون دولار أميركي، اضافة الى اجتماع للبحث في مشاركة شركة "اكاتيل" الفرنسية في تطوير شبكة الاتصالات في سورية، علماً ان شركة "اريكسون" السويدية كانت فازت اخيراً بعقد قيمته 118 مليون دولار اميركي على عرضي "اكاتيل" و"سيمنس" في اطار مشروع سوري لتركيب 65،1 مليون خط هاتفي جديد. ولفتت المصادر الفرنسية الى ان وجود وزير المال السوري في الوفد يعكس وجود "رغبة حقيقية للوصول الى حل نهائي لموضوع متأخرات القروض" في ضوء الاتفاق الذي تم التوصل اليه خلال زيارة الرئيس شيراك في نهاية العام 1996 وأدى الى حسم اكثر من 50 في المئة من اجمالي القروض البالغة 85،1 بليون فرنك فرنسي. وتابعت المصادر ان الجانبين سيبحثان أيضاً في تطويرالعلاقات الثقافية والمدارس الفرنسية في سورية و"تحسين وضع اللغة الفرنسية في المدارس السورية". وخصصت وسائل الاعلام الرسمية افتتاحياتها للحديث عن القمة السورية - الفرنسية. وكتبت صحيفة "البعث" الناطقة باسم الحزب الحاكم ان "سورية لن تبخل في مدة العلاقة الثنائىة بكل اسباب القوة والمنعة والاستمرار" وان "حقيبة الاسد ستحمل الى باريس الكثير من المعطيات التي ترتقي بالعلاقات الثنائية الى أعلى المستويات". وذكرت صحيفة "تشرين" ان دمشق "ترحب من جانبها بالارتقاء بالعلاقات الاقتصادية الى مستوى العلاقات الممتازة في المجال السياسي".