يزور دمشق في الأيام المقبلة عدد من المسؤولين الروس للبحث في التعاون في المجالات الاقتصادية والتجارية والعسكرية وتوقيع اتفاقات للتعاون الثنائي في هذه المجالات. وقالت مصادر ديبلوماسية ل "الحياة" ان رئيس البرلمان الروسي، ال دوما، غينادي سيليزنيوف سيرأس وفداً يزور البلاد في 26 من الشهر الجاري، وأن وزيري العدل سيرغي سيتباشين والطاقة الذرية فياتشيسلاف ميخايلوف سيصلان غدا الجمعة في اطار اجتماعات اللجنة السورية - الروسية المشتركة. وقالت المصادر الديبلوماسية ان ستيباشين يحمل رسالة من الرئيس بوريس يلتسن الى الرئيس حافظ الأسد تتعلق بالتطورات في المنطقة والعلاقات الثنائية. وكان مسؤول في وزارة العدل الروسية أعلن قبل أيام ان "التعاون العسكري والفني سيكون الهدف الأساسي" للمحادثات بين الجانبين ذلك أن البلدين كانا "حليفين استراتيجيين لذلك فإن عودة العلاقات المميزة موضوع بالغ الأهمية لمصلحة الطرفين". وبدأت أمس اجتماعات اللجنة التحضيرية برئاسة وزير الاقتصاد الدكتور محمد العمادي ونائب وزير العلاقات الخارجية فيكتور ستراشكو في حضور عدد من المسؤولين ورجال الأعمال السوريين، وذلك تمهيداً لاجتماع اللجنة العليا. وقالت مصادر رسمية ان العمادي "نوه بالاسهامات التي قدمتها روسيا الاتحادية لسورية في مجالات النفط والاسمنت والسدود والنقل"، مشيراً الى أن اتفاقات عدة ستوقع في ختام المحادثات. وقالت مصادر المجتمعين ل "الحياة" ان الاتفاقات تشمل "منع الازدواج الضريبي وحماية الاستثمارات والتعاون السياحي والنقل"، وأشارت الى انقسام المجتمعين في ست لجان فرعية في مجالات النفط والغاز، والأمور المصرفية، والري والسدود، والنقل والسياحة، والكهرباء والطاقة، والعلاقات التجارية للقطاعين العام والخاص، والتعاون العلمي والثقافي. وأشارت المصادر الى أن الدكتور العمادي اقترح بحث "المواضيع الخاصة - الحساسة" على مستوى الوزراء، وزادت ان الجانبين سيبحثان في موضوع متأخرات القروض الروسية المستحقة على سورية التي تقدر بنحو 11 بليون دولار أميركي. وكان خبراء أشاروا الى وجود عدد من المقترحات لحل المشكلة على أساس حسم بين 75 و90 في المئة من اجمالي المبلغ مع كون نسبة الحسم مرتبطة بآلية الدفع ومدته. يذكر أن الجانبين اتفقا في بداية العام 1994 على فصل موضوع متأخرات القروض عن التعاون في المجال العسكري ووقعا عدداً من الاتفاقات للتعاون في هذا المجال خصوصاً وان معظم المعدات في الجيش السوري هي روسية الصنع.