بدأت أمس محادثات اللجنة المشتركة السورية - الروسية للبحث في سبل التعاون في المجالات الاقتصادية والعسكرية والفنية والعلمية. ورأس وزير الاقتصاد السوري الدكتور محمد العمادي ووزير العدل الروسي سيرغي ستيباشين الجلسة الأولى، في حضور عدد من الوزراء والمسؤولين. فيما اجتمع نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية الدكتور سليم ياسين مع وزير الطاقة الذرية فيكتور ميخائيلوف. وقالت مصادر سورية رسمية إن البحث تناول "علاقات التعاون بين البلدين"، لكن أوساطاً إعلامية رسمية قالت إن "اتفاقات في مجال استخدام الطاقة الذرية لاغراض تنموية" ستوقع خلال زيارة ميخائيلوف. وفي موسكو، نقلت مصادر روسية عن وزير الطاقة قوله قبل توجهه إلى دمشق، ان روسيا ستعرض على سورية "تجديد العمل في قاعدة طرطوس الحربية البحرية" غرب البلاد التي شكلت "مركزاً حساساً لنشاط الاسطول البحري السوفياتي سابقاً في البحر المتوسط". وقال ميخائيلوف إن الجانبين سيبحثان في "استئناف العلاقات العسكرية" و"تزويد سورية منظومات متطورة من وسائل الدفاع العسكري". وفي إطار تطوير العلاقات الثنائية، يصل إلى دمشق بعد غد الثلثاء رئيس مجلس ال "دوما" البرلمان الروسي غينادي سيليزنيوف. وكذلك ينقل وزير العدل رسالة من الرئيس بوريس يلتسن إلى نظيره السوري حافظ الأسد "تشدد على تطوير العلاقات الثنائية". وقالت المصادر الرسمية إن الدكتور العمادي "رحب" خلال الجلسة الأولى لاجتماعات اللجنة ب "العلاقات التاريخية التي تربط بين البلدين في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والعلمية والفنية". وشدد على "ضرورة دعمها وتطويرها للحفاظ على الارث القديم من الصداقة الحقيقية" بين موسكوودمشق. وأشار العمادي إلى أن اجتماعات اللجنة "ستفتح افاقاً جديدة للتعاون" مع روسيا الاتحادية. وقال ستيباشين إنه يحمل "قراراً سياسياً" لتطوير العلاقات مع دمشق. وأضافت المصادر ان الوفدين بحثا في تقارير اللجان الفنية الست التي عقدت عدداً من الاجتماعات في الأيام الأخيرة بغية توقيع اتفاقات منع الازدواج الضريبي وحماية الاستثمارات والتعاون السياحي والنقل، إضافة إلى تطوير التبادل التجاري. وأوضحت ان قيمة التبادل التجاري بلغت في العام الماضي نحو 190 مليون دولار. ويستأنف الوفد الروسي محادثاته اليوم في اجتماعات مع وزراء التخطيط الدكتور عبدالرحيم السبيعي والمال الدكتور محمد خالد المهايني والعدل السيد حسين حسون، على أن يجتمع إلى رئيس الوزراء المهندس محمود الزعبي يوم غد الاثنين. وأشارت مصادر ديبلوماسية إلى أن الجانبين سيبحثان في موضوع متأخرات القروض الروسية المستحقة على سورية والتي تبلغ نحو 11 بليون دولار أميركي. ويأمل السوريون بالحصول على حسم كبير من مجموع المبلغ قدره خبراء بنحو 90 في المئة، علماً ان الطرفين يختلفان على تحديد الرقم الاجمالي. وكان نائبا رئيسي الوزراء السوري العماد الأول مصطفى طلاس والروسي أوليغ سوسكيفيش وقعا في الربع الأول من العام 1994 عدداً من الاتفاقات للتعاون في المجال العسكري، وفصل هذا الموضوع عن مسألة الديون.