القدس المحتلة - أ ف ب، رويترز - شن الرئيس الاسرائيلي عيزرا وايزمان امس هجوماً مباشراً على رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو. ووصفه بأنه "منعزل عن الواقع"، واتهمه بأنه خدعه مراراً بالنسبة الى عملية السلام مع الفلسطينيين، معلناً تصميمه على عدم مساعدته بعد الآن. وقال وايزمان في حديث الى صحيفة "يديعوت احرونوت" ان "بيبي نتانياهو يعيش في عالم خاص به منعزل عن الواقع. الامة لا تعرف الى ان يقودها رئيس الوزراء. انه خيالي ومخطئ". وكان الرئيس الاسرائيلي دعا اول من امس الى انتخابات جديدة في اسرائيل، وقال "كلما اسرعنا باجراء انتخابات مبكرة عرفنا موقف الرأي العام في اقرب وقت ممكن". لكن نتانياهو ردّ بتأكيد انه لن يقدم موعد الانتخابات الاسرائيلية المقررة في السنة 2000". يذكر ان وايزمان شغل منصب وزير الدفاع في حكومة "ليكود" برئاسة مناحيم بيغن، ولعب دوراً بارزاً في التوصل الى معاهدة السلام المصرية - الاسرائيلية في 1979، واختلف علناً مراراً مع نتانياهو على عملية السلام في العامين الماضيين. ومنصب رئيس الدولة في اسرائيل يعتبر منصباً شرفياً في الاساس، لا يخوله حق التدخل في الشؤون السياسية. الا ان محللين سياسيين اشاروا الى ان هذه هي المرة الاولى التي يدعو فيها رئيس اسرائيلي الى اجراء انتخابات مبكرة مما يشكّك في المصداقية السياسية لنتانياهو. واتهم وايزمان نتانياهو بالخداع وقال "خدعني ليس مرة واحدة. بل مرتين. وقد وصلت الى آخر مدى"، رافضاً انتقادات "ليكود" بأنه يخوض في قضايا خارج سلطته. وقال: "حين يطلبون مني القيام بمهمات ديبلوماسية باسم الحكومة وباسم رئيس الوزراء لا يرون اني اخوض كثيراً في السياسة". وكان وايزمان اعلن تصميمه عدم مساعدة نتانياهو بعد الآن. في حديث مع التلفزيون الاسرائيلي ليل اول من امس وقال: "حاولت مساعدته لكني وجدت ان لا فائدة من ذلك، ولن اساعده بعد الآن". واوضح انه قام في الماضي بطلب من نتانياهو بمهمات للدعوة الى "الصبر" في عملية السلام خصوصاً لدى الرئيس بيل كلينتون ونظيره المصري حسني مبارك والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات والعاهل الاردني الملك حسين. واضاف "ان شيئاً لم يتقدم. وأرى كثيراً من الناس في اسرائيل مستائين. لا شيء يسير على ما يرام. فاقتصادنا في ركود ووضعنا الاقتصادي سيء وموقعنا على المستوى الدولي لم يعد كما كان عليه من قبل. لذلك قلت واكرر القول انه يجب اجراء انتخابات مبكرة". واكد ان "العلاقات اسرائيل مع الولاياتالمتحدة ليست جيدة". وخلص الى القول: "هل من الممكن ان يكون الجميع على خطأ، فرنساوالولاياتالمتحدة؟ ونحن فقط على صواب؟ يجب استشارة الشعب، يجب معرفة رأي الشارع في كل ذلك". وجاءت ردود نواب "ليكود" على تصريحات رئيس اسرائيل اكثر تشدداً من تصريحات رئيس الوزراء نفسه. ووصفت ليمور ليفنات وزيرة الاتصالات "تصريحات وايزمن بأنها "وقحة". كما انتقد حزب العمل المعارض قرار الرئيس الاسرائيلي اعلان رأيه ربما بسبب انتقادات وايزمان للحكومة العمالية السابقة التي اتهمها بالتسرّع في ابرام اتفاقات السلام اوسلو مع الفلسطينيين. وقال رعنان كوهين الامين العام لحزب العمل: "انه عبّر عن شعور الشعب، لكن يجب الا يخوض رئيس الدولة في امور كهذه".