اعتبر رئيس الوزراء الاسباني خوسيه ماريا أزنار أمس في غزة ان "الأسابيع الثلاثة المقبلة ستكون حاسمة وشديدة الأهمية" في تقرير مصير عملية السلام. وقال انه بحث مع الرئيس المصري حسني مبارك في القاهرة، ومع رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو، ومع الرئيس ياسر عرفات، في ما يمكن عمله خلال هذا الوقت المحدود لمعالجة القضايا المطروحة، وأعاد التأكيد ان "الوقت المتبقي قصير جداً، وتجب الاستفادة منه". وجاءت تصريحات رئيس الوزراء الاسباني خلال مؤتمر صحافي عقده مع الرئيس الفلسطيني، بعد محادثاتهما ظهر أمس في غزة. وقال ازنار: "جئنا الى هنا لاستكشاف السبل والوسائل لدفع هذه العملية الى امام"، وأوضح "نحن مع سلام عادل وشامل، وتنفيذ كل الاتفاقات الموقعة، ومع الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني. ونعمل على تقديم الدعم اللازم لكل المبادرات المطروحة لانقاذ العملية من الصعوبات التي تواجهها". وأكد أزنار رفض اسبانيا والاتحاد الأوروبي للإجراءات الأحادية الجانب التي يمكن ان تحدد مصير المسائل المطروحة على طاولة المفاوضات بصورة مسبقة، في اشارة الى قرار الحكومة الاسرائيلية توسيع مدينة القدس. ووصف عرفات محادثاته مع رئيس الوزراء الاسباني بأنها "مهمة جداً"، وأكد أهمية العلاقات الفلسطينية - الاسبانية، مشيراً الى ان الجهود التي تقوم بها مدريد لدعم عملية السلام، اضافة الى تقديم المساعدات للشعب الفلسطيني وسلطته، منوهاً خصوصاً، بالمساعدات التي قدمتها الحكومة الاسبانية، لتجهيز مطار غزة. ورداً على سؤال عن اتهامات نتانياهو للجانب الفلسطيني بأنه هو الذي يعرقل التوصل الى اتفاق، اكتفى عرفات بالقول: "ان هناك مبادرة اميركية أعلنها الرئيس بيل كلينتون، وابلغتها لنا وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت خلال أربعة اجتماعات عقدناها. والطرف الفلسطيني أعلن موافقته عليها، لكن حتى الآن لم تصدر أي اشارة واحدة من الطرف الاسرائيلي لإبداء موافقته على هذه المبادرة مما أوصل عملية السلام الى مأزق حقيقي". وأشار عرفات في سياق آخر، الى ان فتح مطار غزة الذي استكمل بناؤه منذ عامين يحتاج الى ضغط دولي على الحكومة الاسرائيلية حتى يمكن تشغيله، مشيراً الى ان الاسرائيليين عطلوا وصول المساعدات الاسبانية التي قدمتها الحكومة الاسبانية لتجهيز المطار. وانتقد رئيس الوزراء الاسباني أيضاً موقف اسرائيل من هذه القضية، مؤكداً ان "جزءاً من هذه التجهيزات لا يزال محتجزاً لدى اسرائيل، وان العمل جارٍ لحل هذه المشكلة العالقة". وقال عرفات: "ان هذا جزء من الحصار الذي تفرضه اسرائيل علينا". داعياً المجتمع الدولي الى العمل على رفع هذا الحصار. وأشار عرفات وازنار الى عقد اجتماع اللجنة الفلسطينية - الاسبانية المشتركة أواخر هذا الشهر في مدريد، للبحث في أوجه المساعدات التي تقدمها اسبانيا الى السلطة الوطنية. الى ذلك، يلقي عرفات اليوم خطاباً أمام المجلس التشريعي الفلسطيني، الذي يعقد في رام الله جلسة خاصة للبحث في قضية القدس.