وصف الرئيس ياسر عرفات دعوة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الى عقد مؤتمر مدريد ثانٍ بأنها "محاولة للتهرب" من تنفيذ الاتفاقات الموقعة. وشدد على ضرورة ان يحترم نتانياهو أولاً تنفيذ ما اتفق عليه في مؤتمر مدريد الأول واتفاقات اوسلو والخليل بين الجانبين. وقال عرفات أمس لدى عودته الى غزة في ختام زيارة لقطروالبحرين ان اقتراح نتانياهو يعني بوضوح تغيير الاتفاقات الموقعة والتهرب من تنفيذها، مشدداً على ضرورة "حماية هذه الاتفاقات". ورأى في الاقتراح محاولة "لتغيير الأسس التي قامت عليها عملية السلام"، معتبراً ان هذا الاقتراح "غير مقبول" و"لن يؤدي الى شيء". ووصف عرفات المحادثات التي اجراها في قطروالبحرين بأنها "ناجحة ومهمة"، وقال انه تم الاتفاق خلالها على أهمية عقد القمة العربية، كما تم التطرق الى الجهود العربية والفلسطينية الجارية الآن باتجاه اصدار قرار من مجلس الأمن في شأن خطط اسرائيل لتوسيع القدس. واضاف عرفات موجهاً حديثه الى الاسرائيليين: "إنني أقول من هنا بوضوح للجميع ان القدس ليست فلسطينية فقط، وانما عربية واسلامية ومسيحية". الى ذلك اف ب، نددت البحرين امس بقرار الحكومة الاسرائيلية توسيع حدود بلدية القدس. وقالت وكالة انباء الخليج الرسمية ان مجلس الوزراء البحريني اكد ان القرار الاسرائيلي يمثل عدوانا على الاراضي الفلسطينية وانتهاكا لجميع القرارات والاتفاقات المتعلقة بمدينة القدس ولحقوق الشعب الفلسطيني. وكان تلفزيون البحرين نقل عن عرفات قوله خلال زيارة البحرين التي اختتمها امس: "ان التهديدات التي تتعرض لها القدس تستدعي عقد قمة عربية بأسرع ما يمكن لمواجهة المؤامرة التي تحاك، ليس ضد الشعب الفلسطيني، لكن ضد الأمة العربية بأكملها والأمة الاسلامية". وقال عرفات انه بحث هذا الموضوع مع أمير البحرين الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة مؤكداً ان "الاجواء العربية مهيئة لعقد قمة عربية طارئة". من جهة اخرى، حذر الأمين العام لرئاسة السلطة الفلسطينية الطيب عبدالرحيم الادارة الاميركية من محاولة استخدام مبادرتها في شأن عملية السلام كورقة ضغط على القيادة الفلسطينية، للحيلولة دون استصدار قرار من مجلس الأمن في شأن الاجراءات الاسرائيلية الأخيرة في القدس بحجة ان مثل هذا القرار قد يضعف الأمل في موافقة اسرائيل على هذه المبادرة. وقال عبدالرحيم: "لقد وافقنا على الأفكار الاميركية بهدف دفع عملية السلام، بالرغم من انها لا تلبي الحد الأدنى من مطالبنا التي نصت عليها الاتفاقات، لكن عندما تتحول هذه المبادرة الى سيف مسلط على رقابنا، فإننا لن نقبل بذلك اذا كان هذا يعني منعنا من العمل لاستصدار قرار دولي برفع التمثيل الديبلوماسي لمنظمة التحرير الفلسطينية في الجمعية العامة للامم المتحدة، وكذلك عرقلة صدور قرار من مجلس الأمن يدين توسيع اسرائيل لحدود القدس". وكرر ان "أحداً لا يهددنا بطريقة أو بأخرى من ان الخيارات الفلسطينية ستضعف من موافقة اسرائيل على المبادرة الاميركية". ودعا واشنطن الى اتخاذ موقف واضح من محاولة اسرائيل ضم اكثر من 10 في المئة من الأراضي السلطة الوطنية ضمن محفظتها لزيادة مساحة مدينة القدس. واعتبر رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني أحمد قريع أبو علاء ما يجري اليوم في مجلس الأمن في شأن القدس "قضية حياة أو موت بالنسبة الى الشعب الفلسطيني لأن ما يحدث من مخططات اسرائيلية يحسم قضية القدس نهائياً. وقال ان وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت طلبت من عرفات في اتصال هاتفي تأجيل طرح القضية على مجلس الأمن لمدة اسبوع. لكنه دعا الادارة الاميركية التي قالت انه "يصعب الرهان عليها" الى "دعم القرار المطروح امام مجلس الأمن، وإلا ستفقد واشنطن صدقيتها نهائياً". الى ذلك، من المقرر ان يستقبل عرفات غداً في مقر اقامته في غزة رئيس الوزراء الاسباني خوسيه ماريا ازنار،إ وان يبحث معه في طبيعة الدعم الذي يمكن ان يقدمه الأوروبيون لإخراج عملية السلام من المأزق الحالي، بالاضافة الى مشاريع الدعم الخاصة التي تقدمها الحكومة الاسبانية للسلطة الوطنية.