طالبت الجزائر أمس اسبانيا بتسليمها طياراً فر بمروحيته العسكرية الأحد الى جزيرة ايبيزا حيث طلب اللجوء السياسي. واسترجع فريق عسكري جزائري الطائرة من اسبانيا وعاد بها الى الجزائر. وأُفيد في العاصمة الجزائرية ان تقريراً رُفع الى مسؤولي وزارة الدفاع اشار الى ان الضابط الفار من "الشبان الاذكياء" وانه كان مستاء من "مضايقات يتعرض لها اسلاميون" وانه فر الى الخارج لتفادي ان يُطلب منه قصف مناطق تلجأ اليها الجماعات المسلحة. وتخوف مصادر جزائرية من ان يكون الطيار أخذ معه وثائق تتعلق بخطط عسكرية لقصف مناطق الجماعات المسلحة. وعُقد إجتماع في وزارة الدفاع أمس تقرر فيه ارسال الوفد العسكري لاستعادة الطائرة ودرس إمكان استعادة الطيار الذي فر من قاعدة بوفاريك الجوية قرب العاصمة. لكن مصادر وزارة الدفاع ابدت تشاؤماً بتجاوب اسبانيا مع طلب تسليم. وكانت الوزارة اصدرت بياناً مساء اول من أمس اعترفت فيه بفرار ملازم طيار بمروحية من نوع "مي 8" عسكرية تحمل الرقم "س. ف. 97" "خاصة بالاتصال والتدريب وغير مسلحة". وهذه المرة الثانية التي يُسجّل فيها فرار طيار جزائري بطائرته. وحصلت المحاولة الأولى قبل نحو ثلاث سنوات عندما حاول طيار الفرار من قاعدة عسكرية في ولاية سطيف. ولا يزال الطيار مسجوناً في ثكنة تاجنانت بتهمة "الخيانة". وفر العديد من العسكريين في السنوات الماضية الى دول اجنبية وطلبوا اللجوء. وافادت مصادر اسبانية ان الطيار الجزائري لم يوضح بعد اسباب طلبه اللجوء. وقالت ان طلبه سيلقى الاجراءات نفسها التي يلقاها اي طلب للجوء. ونقلت وكالة "فرانس برس" عن صحيفة "لافانغوارديا" الاسبانية ان اسم الملازم علي مسعود 29 عاماً. على صعيد آخر رويترز، كتبت صحيفة "لا تريبون" أمس ان القوات الجزائرية حاصرت نحو 200 من المتشددين الاسلاميين في منطقة جبلية في غرب البلاد وتقصفهم بالمدفعية وطائرات الهليكوبتر. واضافت الصحيفة التي تصدر بالفرنسية ان المسلحين الذين حوصروا منذ السبت الماضي ينتمون الى اربع وحدات من "الجماعة الاسلامية المسلحة" منها "الفرقان" و"الثبات". وقالت ان الجنود قتلوا خمسة من المتمردين واعتقلوا خمسة آخرين على امل ان يحصلوا منهم على معلومات تفصيلية في شأن المحاصرين قبل اقتحام معقلهم. وأضافت ان قوات الأمن استعادت قطيع اغنام من 700 رأس كان المتمردون يحتفظون بها لطعامهم. وبدأ الحصار السبت قرب منطقة سيدي جلالي على الطرف الغربي لسلسلة جبال تلمسان على مسافة 480 كيلومتراً غرب العاصمة. ولم تعلق السلطات على العملية التي تحدثت عنها الصحيفة والتي ستكون العملية الأكبر من نوعها منذ 1997 عندما قتلت قوات الأمن اكثر من 100 مسلح في معركة بعد حصار استمر 15 يوماً على بعد 40 كيلومترا جنوب غربي العاصمة. وكثفت القوات الجزائرية عملياتها ضد معاقل المسلحين في كانون الثاني يناير الماضي في اعقاب مذابح تعرض لها مئات المدنيين. وتلقي السلطات بمسؤولية هذه المذابح على الجماعات المسلحة. وكتبت صحيفتا "ليبرتي" و"الاصيل" امس انه على رغم هجمات قوات الامن فإن المسلحين شنوا هجمات جديدة ضد المدنيين. وذكرت "ليبرتي" ان هؤلاء ذبحوا شخصاً وخطفوا اثنين آخرين الاحد عند حاجز امني على الطريق في ولاية المدية 70 كيلومترا جنوب العاصمة. وقالت "الاصيل" ان اثنين من المزارعين قتلا السبت في انفجارين منفصلين في احدى قرى ولاية تيارت جنوب العاصمة.