تقاطعت في صيدا هموم الجهات السياسية التي تقف وراء اللوائح المتنافسة. لائحة قرار صيدا التي تحالفت فيها النائبة بهية الحريري ومناصرو الوزير السابق نزيه البزري و"الجماعة الإسلامية" و"لائحة صيدا" التي شكّلها اللقاء الوطني بزعامة النائب مصطفى سعد وترأسها شقيقه أسامة. وبدأت الماكينات الانتخابية للوائح والمرشحين، منذ الصباح، بترقب اتجاهات الناخبين خصوصاً ان أحاديث دارت في الشارع عن أن الناخب الصيداوي لن يكون ناخب لائحة، لذا جهدت لضبط التشطيب قدر الامكان خصوصاً ماكينة لائحة "قرار صيدا". اذ اعتبر مراقبون صيداويون "ان هذا الحلف ليس متيناً، وامكان ان يُبيّت اطرافه مفاجآت احدهم للآخر ممكنة"، وهذا أيضاً ما يراهن عليه تيار سعد الذي ستزيد حظوظه باختراق "لائحة التحالف" كلما اهتز هذا الأخير، وترجم هذا "الاهتزاز تشطيباً"؟ ومنذ الصباح الباكر تناثرت في صيدا اللوائح "الملغومة" كما تسميها الماكينات، حيث جهد المندوبون الجوالون والمسؤولون عبر تصريحاتهم في مناشدة الناخبين التزام اللوائح كاملة. لكن الجميع يؤكد ان معظم الصيداويين اعدوا لوائحهم في منازلهم وجاءوا للاقتراع بحسابات محلية في الدرجة الأولى. ابن العائلة وان كان في لائحة اخرى، الصديق والجار، اضافة طبعاً الى اعتبارات الانقسام السياسي. ومنذ الصباح ايضاً شرع الصيداويون يقلبون ترجيحاتهم لنتائج الانتخابات. والسؤال كان بكم مقعدٍ ستُخرق لائحة صيدا المدعومة من النائب سعد؟ وحسابات لمواضع الضعف في لائحة قرار صيدا. والترجيحات هذه تفاوتت من خرق ثلاثة أعضاء الى ثمانية، ويعتبر مناصرو سعد فوزهم بخمسة أعضاء وما فوق ممكناً، فيما لم تستبعد مصادر النائبة الحريري حصول خروقات محدودة للائحة التي تدعمها. وما زاد من أجواء حذر الماكينات الانتخابية تأخر نزول ناخبي "الجماعة الإسلامية" واقتراعهم، وهذا ما فسره البعض بأنه "انتظار مريب". وأدى ايضاً الى موجة اشاعات ساهم فيها انتشار لوائح تتضمن مرشحي الجماعة وحدهم مما دفع مسؤولها في المدينة علي الشيخ عمار الى التأكيد أكثر من مرة التزامه التحالف. وأكدت النائبة الحريري وعبدالرحمن البزري متانة التحالف، ودعا الجميع مناصريهم الى التزام اللائحة كاملة. وفي صيدا كما في معظم المدن اللبنانية. هناك معضلة التوازن الذي قد تطيحه اقلام الاقتراع، وعرفاً فإن مجلس بلديتها يجب ان يضم بين أعضائه الواحد والعشرين، عضوين شيعيين وعضوين مسيحيين . وقد لا يكفي حرص الماكينات الانتخابية على الاقتراع للتوازن، في جعله حقيقة ناجزة، خصوصاً أن اللائحتين قويتان والخرق في حال حصوله، سيكون في مواضع ضعف اللوائح. وهي اي مواضع الضعف اضافة الى مقاعد الطوائف الأخرى، مقعد لمرشحة يرجح الصيداويون ألا تنال اصوات "الجماعة الإسلامية". وثمة مفارقة أخرى هي المجنّسون الذين يقترعون عادة لسلطة منحتهم الجنسية، لكنهم في صيدا يبدو انهم يميلون الى تأييد لائحة سعد خصوصاً ان معظمهم من أصول فلسطينية، ولتعاطفهم معه علاقة بتاريخه السياسي. وركزت ماكينة لائحة "قرار صيدا" على الأعضاء الحزبيين من اللائحة المنافسة خصوصاً اسامة سعد الذي اعتبرت أوساط صيداوية ان اختراقه اللائحة قد يفقد المجلس البلدي انسجاماً مطلوباً، في حين لوحظ ان الكثير من العائلات الصيداوية المؤيدة للحريري ضمنت لائحتها اسم المرشح على اللائحة المنافسة خضر بديع. انتهى النهار الانتخابي من دون أن يتمكن أحد تقدير النتائج. لكن شبه الأكيد أن الأرجحية ستكون ل"قرار صيدا"، والنصر الذي يمكن ان يحققه سعد مرتبط بحجم اختراقه للائحة تحالف الحريري والبزري و"الجماعة".