في صيدا معركة بين 14 آذار كلها و8 آذار كلها، على رغم ان التصويت صيداوي فقط. المشهد بالأمس في المدينة يختصر هذه المعادلة. لائحة تضم كلاً من رئيس الحكومة فؤاد السنيورة والوزيرة بهية الحريري، في مقابل مرشح منفرد لقوى الثامن من آذار هو النائب اسامة سعد. المرشحون الثلاثة يتنافسون على مقعدين، ويبدو واضحاً ان الوزيرة الحريري خارج المنافسة، فيما يجهد النائب سعد لإحداث مفاجئة يستبعدها صيداويون ويؤكدها آخرون، لكن الجميع يجزم بأن ثمة معركة في صيدا، وان جهوداً كبيرة بذلتها المعارضة عموماً لدعم مرشحها الذي اذا ما احدث مفاجأة سيكون لها قيمة رمزية، لما مثله السنيورة في الفترة السابقة في مواجهة 8 آذار و «حزب الله» تحديداً. المشهد في صيدا بالأمس يضاعف من حيرة الماكينات، فبعد ان سادت اجواء قبل ايام تفيد بتقدم السنيورة بنحو الفي صوت، تراجعت هذه النسبة في يوم الانتخاب، ويبقى هذا التراجع نظرياً تماماً كما كانت التوقعات التي سبقته نظرية. الثابت الوحيد كان الكثافة في معدلات التصويت، فمنذ ساعات الصباح الأولى توافد الصيداويون الى الصناديق بعد ان «وصلتهم» صباحاً نصائح بضرورة الانتخاب المبكر خوفاً من حصول مشاكل. ويبدو ان ماكينة «تيارالمستقبل» هي من بادر الى حشد الناخبين في الصباح وهو امر دفع بمناصري سعد الى التصرف بالمثل. واذا كان استقدام الناخبين من خارج لبنان ليس جديداً على ماكينة الحريري الانتخابية، فإن منافسهم اسامة سعد استأنف هذه المرة ما كان بدأه «المستقبل» منذ سنوات، ويشير مناصرون له الى ان مئآت من الصيداويين المناصرين له من المقيمين في الخارج وصلوا الى صيدا قبل ايام وسيقترعون لمصلحته. وبما ان المقاعد في صيدا اثنان، فيما المتنافسون ثلاثة، كان واضحاً ان الكتلة التي ستصوت للحريري واسامة سعد هي من سيحدد اتجاه المعركة الانتخابية، ولهذا لجأ مناصرو سعد الى الطلب من مواطنين قرروا ان ينتخبوا سلباً بوضع اسم الحريري منفردة، أن يمتنعوا عن التصويت. اما ماكينة «المستقبل» فطلبت من ناخبين يرغبون بأعطاء صوت للحريري وصوت لسعد بأن يستبدلوا الحريري بالسنيورة، وذلك بسبب ضمانهم تقدم الحريري حتى لو حجبت اصوات هؤلاء عنها.