فرضت بلغراد على الأطباء العاملين في القطاع الصحي خدمة اجبارية في كوسوفو مدتها عشرة ايام، ارفقتها بعقوبات مشددة تصل الى حدّ منعهم من مزاولة المهنة في ظل تردد بعضهم في التجاوب مع نداء للتوجه الى الاقليم لمعالجة الجرحى من عناصر القوات الصربية. وجاء ذلك إثر تزايد الرفض الشعبي للمشاركة في عمليات القمع الدائرة في كوسوفو والتي أدت الى انهاء خدمات 22 شرطياً امس الجمعة اضافة الى نحو مئة شرطي ورجل أمن تم تسريحهم قبل ذلك لرفضهم أوامر الذهاب الى مناطق الاشتباكات في الاقليم. من جهة اخرى قطع زعيم ألبان كوسوفو ابراهيم روغوفا جولة كان يقوم بها في عواصم اوروبية وعاد الى الاقليم واصفاً الوضع بأنه "خطير جداً ومأسوي". ودعا العضو في حكومة كوسوفو في المنفى جعفر شاتري في تصريح نقلته اذاعة تيرانا امس الى "اعلان الحرب الشاملة على الوجود الصربي في كوسوفو واستنفار الألبان في كل مكان للمشاركة فيها". ورفض الطرف الألباني المشاركة في المفاوضات الدوية التي كانت مقررة امس مع وفد حكومة بلغراد "بسبب استمرار عنف القوات الصربية في المناطق الغربية والجنوبية من كوسوفو وتصاعد مشكلة اللاجئين". وأشار المبعوث الاميركي الخاص الى منطقة البلقان روبرت غيلبارد الى توجيه ضغوط شديدة على ألبان كوسوفو "لانهاء مقاطعتهم التفاوض مع حكومة بلغراد". والتقى السفير الاميركي في مقدونيا كريستوفر هيل الذي يشرف على المفاوضات في شأن كوسوفو امس مع الوفدين الصربي والألباني في محاولة لايجاد حلّ للأزمة التي تواجه مواصلة الحوار بينهما. وأعدّ اربعون خبيراً عسكرياً من حلف شمال الاطلسي يراقبون الاوضاع في المناطق الألبانية والمقدونية المحاذية للحدود مع اقليم كوسوفو تقريراً في شأن مشكلة اللاجئين واحتدام المعارك. ويتوقع ان يرفع التقرير الى الاجتماع الذي سيعقده وزراء دفاع الحلف في بروكسيل الاسبوع المقبل. وافاد وزير الدفاع الاميركي وليام كوهين بأن التدخل العسكري في كوسوفو سيكون الخطوة الاخيرة بعد اخفاق المساعي السياسية فيما اعلن رئيس الوزراء البريطاني توني بلير ان اوروبا لن توفر جهداً لدفع اطراف الصراع الى التفاوض. وحذّرت روسيا من أي تدخل لحلف شمال الاطلسي في مشكلة كوسوفو "من دون موافقة مجلس الامن".