طهران - «الحياة»، أ ف ب - أعلنت إيران أمس، أنها تجري مفاوضات مع روسيا لبناء مفاعلات نووية جديدة، لكنها اتهمتها ب «المساومة» على برنامجها الذري، معتبرة أن موسكو أصبحت «لاعباً من الدرجة الثالثة» في السياسة الدولية. وقال رئيس «المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية» فريدون عباسي دواني: «الروس أجروا محادثات مع إيران حول بناء محطات نووية جديدة، وقدموا اقتراحات. نحن أيضاً قدمنا وجهات نظرنا في هذا الشأن، وسنواصل تبادل الأفكار والاقتراحات، حتى نتوصل إلى نتيجة واضحة». وأضاف: «أي اتفاق جديد بين إيرانوروسيا حول المنشآت النووية، سيرتبط ببناء محطات جديدة في إيران وتطوير التعاون النووي السلمي» بين البلدين. لكنه شدد على أن طهرانوموسكو «ستأخذان في الاعتبار مصالحهما القومية، في أي اتفاق جديد»، مؤكداً أن مفاعل «بوشهر» يشهد «اختبارات نهائية»، وسيُدشن رسمياً أواخر تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل. في غضون ذلك، دعا النائب الإيراني حشمت الله فلاحت بيشه إلى «تحديد موقف طهران إزاء موسكو»، قبل درس الاقتراح الروسي بتسوية الملف النووي الإيراني من خلال انتهاج سياسة «الخطوة خطوة». وشدد على «خطأ تعليق آمال على روسيا، بالا تكون إلى جانب الدول الغربية في المفاوضات المقبلة»، قائلاً: «لو تعامل الروس في شكل أفضل مع إيران، لما وصل الملف النووي الإيراني إلى هذا الوضع. روسيا، باعتبارها لاعباً ينفّذ دوراً ثانوياً على الصعيد الدولي، تجعل بعض الدول مثل إيران موضع مساومة». وقال فلاحت بيشه، وهو عضو في لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى (البرلمان): «علينا التفاوض مع روسيا لتستخدم حق النقض في مجلس الأمن، إذ اتفقت معنا على خطة عمل مع الدول الست (المعنية بالملف النووي الايراني)، ثم نكثت الأخيرة بتعهدها». وأضاف: «الروس ينظرون إلى الدول الأخرى بوصفها حديقة خلفية، وكانوا يتوقعون أن تساوم إيران معهم أحياناً، كما فعلت كوريا الشمالية أو دول آسيا الوسطى والقوقاز. لكن عندما رفضت إيران ذلك، ابتعدت روسيا عنها تدريجاً ونتج من ذلك إحالة الملف الإيراني على مجلس الأمن وإصدار قرارات ضد إيران، صوّتت روسيا عليها». واعتبر أن «روسيا تتحول الآن من لاعب ثانوي على الصعيد الدولي، إلى لاعب من الدرجة الثالثة»، مذكراً بأحداث سورية وشمال إفريقيا حيث «انكفأ الروس واتخذوا وضعاً دفاعياً، متناسين صداقاتهم القديمة مع دول المتوسط». إلى ذلك، أعلن وزير الدفاع الإيراني الجنرال أحمد وحيدي أن بلاده ستكشف غداً عن «مشاريع دفاعية مهمة، في صناعة الصواريخ والعتاد وسلاح البحر»، خلال إحياء ذكرى «اليوم الوطني للصناعات الدفاعية». أتى ذلك بعد إعلان محمد إسلامي، نائب رئيس معهد الصناعة والبحوث في وزارة الدفاع، أن طهران ستكشف اليوم عن «جيل جديد من صواريخ كروز بعيدة المدى». وقال رئيس أركان الجيش الإيراني الجنرال حسن فيروآبادي أن «القوات الإيرانية من مظاهر قوة الإسلام في هذا العصر»، معتبراً أن ايران «هي الدولة الوحيدة في العالم التي تتعرّض لضغوط كبرى وشاملة من العقوبات»، لكنه شدد على امتلاكها «طاقات بشرية ومصادر طبيعية لا تُحصى، وقوة الإيمان والجهاد حوّلاها جوهرة متلألئة بين الدول، وهذه بداية الطريق». على صعيد آخر، شنّ قائد ميليشيا «الباسيج» (متطوعي الحرس الثوري) الجنرال محمد رضا نقدي هجوماً لاذعاً على الإصلاحيين، معتبراً إنهم «منافقون» وأكثر خطورة من «إرهابيي ثمانينات القرن العشرين»، في إشارة إلى «مجاهدي خلق»، أبرز تنظيم معارض للنظام في الخارج. ونقلت وكالة «فارس» عن نقدي قوله: «المنافقون الذين يدعون أنهم مؤيدون للإمام (الخميني)، يتآمرون على الإسلام وولاية الفقيه والثورة». ووصف الرئيس السابق محمد خاتمي، من دون أن يسميه، بأنه «زعيم المنافقين»، معتبراً أن مواجهة «مجاهدين خلق» كانت أكثر سهولة، لأنهم «كشفوا عن هرطقتهم وحملوا السلاح ضدنا». وقال في إشارة إلى المعارضة: «عندما نسألهم: لماذا تتصرّفون على هذا النحو؟ يجيبون إنهم إصلاحيون. إنهم فاسدون وغير أخلاقيين وتعاملوا مع الولاياتالمتحدة والصهاينة. يربطون أنفسهم بأنصار خط الإمام، ويعتقدون بأن الشعب يصدقهم إذا ذهبوا الى منزل الإمام» الخميني.