شهدت ايران امس الاحد سلسلة انفجارات وقعت في منطقة الاهواز في جنوب شرق ايران وفي طهران، في اعتداءات هي الاولى من نوعها منذ سنوات اتهمت السلطات الايرانية مجموعات «ارهابية» وانفصاليين مؤيدين للعرب ومدعومين من الاميركيين بالوقوف وراءها. فقد وقعت اربعة انفجارات صباحاً في مدينة الاهواز الغنية بالنفط وذات الغالبية العربية ادت الى مقتل ثمانية اشخاص واصابة 75 آخرين بجروح، بحسب ما افاد مصدر في الشرطة في تصريحات نقلتها وكالة الانباء الايرانية. وقال نائب قائد الشرطة في المحافظة الجنرال حسن اسد مسجدي لوكالة الانباء الايرانية «بالنظر الى خطورة حالات بعض الجرحى، يمكن ان يرتفع عدد الضحايا». ومساء، انفجرت عبوة ناسفة قرب ساحة الامام حسين في شرق طهران ما ادى الى مقتل شخصين واصابة ثلاثة آخرين بجروح، بحسب ما نقلت وكالة الانباء الايرانية الرسمية عن مصدر موثوق في قائم قامية طهران. كما افادت وزارة الداخلية الايرانية عن انفجار عبوة ناسفة اخرى بعد الظهر في طهران لم يؤد الى وقوع اصابات او اضرار. وقال المسؤول الامني الايراني الكبير علي آغا محمدي لوكالة فرانس برس ان المجموعة الانفصالية، الجبهة الشعبية والديموقراطية لعرب الاهواز، تبنت التفجيرات الاربعة في هذه المنطقة. وقد وجهت اتهامات سابقة الى هذه الجبهة بالتورط في اعمال العنف التي وقعت في خوزستان والاهواز في جنوب غرب ايران في نيسان/ابريل، وادت رسميا الى مقتل خمسة اشخاص وتوقيف مئات الاشخاص. واندلعت اعمال العنف هذه بعد نشر وثيقة صدرت منذ سبع سنوات موقعة من نائب سابق للرئيس الايراني، تطالب بتعديل التركيبة العرقية للمحافظة. ودانت السلطات الوثيقة مؤكدة انها «مزورة»، ونفت اي مشروع لتغليب الطابع الفارسي على المنطقة. ويشكل العرب الغالبية في خوزستان في حين لا تتجاوز نسبتهم 3٪ من مجمل سكان ايران. وتقول السلطات الايرانية ان عرب خوزستان معظمهم من الشيعة. وقال علي آغا محمدي «لقد تسلل ارهابيو الاهواز الى ايران من البصرة»، في العراق، مشيرا الى ان هناك مجموعات اخرى موجودة في العراق متورطة في هذه الهجمات ومنها، كما ذكر محمدي، اعتداءات وقعت في مدينة قم الايرانية قبل ايام وانفجار طهران. وتابع المسؤول الايراني «بعد ان فشلت الدعوات الى مقاطعة الانتخابات، تحاول المجموعات الارهابية الموجودة في العراق عبر هذه الاعتداءات عرقلة حسن سير الانتخابات» الرئاسية المقررة الجمعة ومنع حصول «مشاركة قوية» فيها. وقال «هؤلاء الارهابيون يتلقون التدريب بحماية الاميركيين».واضاف «اننا نطالب الاميركيين والبريطانيين باتخاذ موقف من هذه الاعتداءات وبتسليمنا اعضاء المجموعات الارهابية في العراق». وتطالب ايران منذ سقوط الرئيس العراقي السابق صدام حسين بتسليمها اعضاء «مجاهدي خلق»، ابرز مجموعة معارضة مسلحة للنظام الاسلامي. وكانت انفجارات عدة وقعت قبل ايام في قم جنوبطهران. ونفت السلطات الايرانية في حينه ان تكون ناتجة عن اعتداءات. وقال نائب محافظ الاهواز غلام رضا شريعتي ان «هذه الاعتداءات تستهدف من دون ادنى شك وحدة الاراضي الايرانية»، معتبرا انها «محاولة ايضا لالحاق الضرر بالانتخابات والنظام». في هذا الوقت استمرت الحملات الانتخابية في ايران وقد شابتها امس اعمال عنف متفرقة. فقد اكدت ابنة المرشح اكبر هاشمي رفسنجاني الاوفر حظا في الفوز في الانتخابات الرئاسية، انها تعرضت للتهديد بسلاح من عناصر في الشرطة الاحد بينما كانت في سيارة غرب طهران. ونقلت وكالة الانباء الايرانية الرسمية عن فاطمة هاشمي قولها ان «احد الصحافيين الذي كان يرافقنا تعرض للضرب ووجه شرطي مسدسه نحوي». كما ذكرت الوكالة ان متشددين اعتدوا مساء السبت في الاهواز بالضرب على القيادي في المعارضة الليبرالية الايرانية، رئيس حركة «تحرير ايران» ابراهيم يزدي، بعد خروجه من لقاء عام القى خلاله خطابا يؤكد فيه دعمه للمرشح الاصلاحي مصطفى معين. من جهة ثانية، تظاهر حوالى 300 شخص بعد ظهر الاحد في وسط طهران مطالبين بحصول النساء على حقوقهن كاملة وبحرية التعبير ورفض القمع والديكتاتورية، وتدخلت القوى الامنية بقوة لتفريق المتظاهرين واوقفت امراتين، بحسب ما افادت صحافية في وكالة فرانس برس.