قدم "راقصو السامبا" البرازيليون عرضاً ناجحاً أمام تشيلي انتهى بفوزهم 4-1 مساء السبت على مسرح "بارك دي برانس" في باريس وبلغوا الدور ربع النهائي من مونديال فرنسا. الشوط الاول الذي انتهى بتقدم البرازيل 3-صفر كان خادعاً لان الاهداف الثلاثة جاءت من ركلات ثابته، اثنتان حرتان وواحدة من نقطة الجزاء. وفي الشوط الثاني ارتقى العرض البرازيلي الى القمة فعلا مع أنه لم يثمر أكثر من هدف واحد. فقد ظهرت اللحمة بين اللاعبين والترابط المتين بين الخطوط وهي امور عابت المنتخب الاصفر في مبارياته في الدور الاول ضد اسكتلندا والمغرب والنروج، وما سهل من مهمتهم في هذا الشوط ان المسافات بين الخطوط التشيلية تباعدت مع زيادة الجرعة الهجومية لتقليص الفارق. وهنا تحديداً بدأت الهجمات البرازيلية المرتدة التي اثمرت هدفاً ملعوباً لرونالدو. ولم يجد رونالدو بعد مستواه الكبير باعتراف مدربه ماريو زاغالو برغم تسجيله هدفين، ونوه زاغالو تحديداً بالظهير الايسر روبرتو كارلوس الذي ظهر وكأنه جناح ايسر، وقال انه خاض افضل مباراة له في الدورة، كما نوه بسيزار سامبايو الذي سجل هدفين. وتبادل لاعبو البرازيل الادوار في قيادة "السمفونية" والحانها العذبة فكان روبرتو كارلوس في قمة عطائه وكاد يسجل هدفاً، في حين تألق كافو هجوماً ودفاعاً وفي وسط الميدان كان كل من ليوناردو ودونغا وسامبايو وخصوصاً ريفالدو متحفزين، وراوغ دنيسلون "حتى الثمالة" وعرف رونالدو اخيراً كيف يكرس مهاراته الفردية لمصلحة الفريق بعدما كان همه في المباريات السابقة يتركز على ايجاد الطريق الاسرع نحو المرمى. ولم نشك قط في قدرات البرازيل وقوتها لكن في الدور الاول عزف المهم ان البرازيلي اطرب جموره الذي قدم بعد المباراة استعراضاً كبيراً في جادة الشانزيليزيه وسط باريس وسدّ طرقات العاصمة برقصات السامبا حتى ساعات الفجر الاولى. كانت البداية متكافئة بين الطرفين وشهدت الدقائق العشر الاولى ثلاث محاولات تشيلية غير خطيرة عبر زامورانو 3 و5 وسالاس في الدقيقة العاشرة. وفي الدقيقة 11، حصلت البرازيل على ركلة حرة من الجهة اليسرى ولعبت الكرة عالية وصل اليها سيزار سامبايو برأسه وسجل على يسار الحارس. وكان سامبايو سجل هدفاً بالرأس في مرمى اسكتلندا في المباراة الافتتاحية، وقبل ذلك في مرمى المانيا في مباراة ودية من ركلة ركنية. وهذه الاهداف ليست وليدة صدفة اذ يخصص سامبايو ورفيقاه بيبيتو ركنية وروبرتو كارلوس ركلات حرة وقتاً خاصاً لها في الحصص التدريبية. ولان البرازيل سجلت من محاولتها الاولى ارتفعت معنوياتها كثيراً مقابل انهيار اعصاب لاعبي الفريق التشيلي الذي تاه تماماً وحاول من دون تنظيم معادلة النتيجة. ولعب كافو كرة عرضية وصلت الى روبرتو كارلوس الذي سددها مباشرة فأخطأت المرمى التشيلي بقليل 13. وفي الدقيقة 26 حصلت البرازيل على ركلة حرة جديدة سددها روبرتو كارلوس قوية، ولم تهدأ الكرة بين المدافعين التشيليين حتى سيطر عليها بيبيتو ومررها الى سامبايو الذي خدع الحارس بتسديدة زاحفة وعزز النتيجة لفريقه ورفع رصيده الى ثلاثة أهداف في البطولة. واخرج البرازيليون كل ما في جعبتهم من فنون وامتعوا جمهورهم بلمحات جميلة كانطلاقة ريفالدو الذي قدم افضل عرض له مع المنتخب من منطقة جزائه، وتجاوز الخطوط التشيلية كافة وبدل ان يمرر الى بيبيتو المتحرر على الجهة اليسرى اختار التسديد لكن قواه خارت في اللحظة الحرجة 35. وكاد بيبيتو يرفع النتيجة الى ثلاثة اهداف لكنه اهدر العمل الذي قام به ريفالدو وكارلوس على الجهة اليسرى. وفي الدقيقة الرابعة من الوقت بدل الضائع لعب ليوناردو كرة ساقطة الى رونالدو الذي انفرد وحاول تجاوز الحارس فاعاقه وحصل "السوبر ستار" البرازيلي على ركلة جزاء نفذها بنفسه وكاد الحارس ينقذها. وحاول سامبايو تسجيل ثاني "ثلاثية" في البطولة لكن محاولته اثر ركلة حرة مباشرة اخطأت المرمى بقليل 53. وابى الحارس البرازيلي تافاريل ان تمرّ المباراة على سلام من دون ان ينتقد احد عرض البرازيل، اذ خرج في توقيت خاطئ لملاقاة زامورانو وابعد الكرة عن منطقة الخطر لكن نحو سالاس، الذي تابعها برأسه مسجلاً هدف الشرف لتشيلي 69 وهو الرابع له في الدورة. ولم تدم احلام تشيلي في احتمال تحقيق العودة المرجوة اذ اعادهم رونالدو الى الوقع فوراً بتسجيله الهدف الرابع اثر تمريرة رائعة من دنيلسون انفرد على اثرها وسدد بنجاح 70. ومرة جديدة أصاب رونالدو القائم 64 ثم العارضة 85 اثر تمريرة عرضية من دنيلسون.