بكين - أ ف ب - يطغى اهتمام الصينيين بمتابعة مباريات بطولة كأس العالم لكرة القدم على كل ما عداه حتى على الزيارة المهمة التي سيقوم بها الرئيس الأميركي بيل كلينتون الى بكين. ففيما ينهمك عمال بلدية بكين في تنظيف المدينة لتظهر بأبهى حللها أمام مئات الصحافيين الذين يرافقون كلينتون في أول زيارة يقوم بها رئيس أميركي للصين منذ تسعة أعوام، تتجه أنظار الناس العاديين الى فرنسا وملاعبها ومونديالها. ولاحظ لي دودو من قسم الرياضة في تلفزيون بكين أن "الناس مهتمون أكثر طبعاً بكأس العالم مما هم مهتمون بالرئيس كلينتون ...، إذ هم يفضلون الرياضة على السياسة". ومنذ افتتاح المونديال في 10 حزيران يونيو الجاري، زادت مبيعات أجهزة التلفزيون الملونة أكثر من الضعف في بكين وفي مدن شنغهاي وتيانجين وكانتون. وفي داليان شمال التي فاز فريقها ببطولة كرة القدم، زادت المبيعات بنسبة ثلاثة أضعاف. ورغم أن الصين لم تنجح في التأهل لنهائيات المونديال في فرنسا، يتابع ما لا يقل عن 57 في المئة من سكان بكين يتابعون المباريات بواسطة التلفزيون مما يضطرهم أحيانا الى ابقاء أجهزتهم شغّالة الى الثالثة فجراً بسبب فارق التوقيت مع باريس. وارتفعت أسعار الفسحات الاعلانية التلفزيونية. وحددت محطة التلفزيون الحكومية التي يلتقط بثها ثلاثة أرباع السكان تعرفة الاعلان لمدة 5 ثوان قبل كل من المباريات الأربع والستين في المونديال بنحو 18،1 مليون يوان 142 ألف دولار. وفي هذه الاجواء، يبدأ كلينتون جولته الصينية فيصل الى كسيان غرب في 25 حزيران يونيو أي قبل يوم من انتهاء مباريات الدور الأول من المونديال. وفي اليوم التالي ينتقل الى بكين حيث يعقد قمة مع الرئيس الصيني جيانغ زيمين في السابع والعشرين من الشهر الجاري. ورفضت السلطات الصينية نقل وقائع زيارة كلينتون مباشرة بواسطة التلفزيون خشية ان تحجبها مباريات المنتخبين الآسيويين اليابان وكوريا الجنوبية، اضافة الى مباريات ألمانيا والأرجنتين وانكلترا رغم أنها الحدث الدبلوماسي الأهم منذ زيارة الزعيم السوفياتي ميخائيل غورباتشيف الذي طبّع عام 1989 العلاقات بين موسكووبكين بعد قطيعة دامت 30 عاماً. وأدت هذه الزيارة الى تقويض أسس التحالف بين بكين وواشنطن في حين تسببت مجزرة تيانانمين في 4 حزيران بتدهور كبير في العلاقات بين الصين والولايات المتحدة في الأعوام الثمانية التالية. لكن زيارة رئيس أميركي لم تعد تبهر الصيني العادي كما كانت الحال في العقود السابقة عندما كانت الصين معزولة عن بقية العالم. وقال رجل الأعمال زهاو لي هوي: "لا أستيطع القول إني مهتم جداً بزيارة الرئيس كلينتون". وأوضح: "مجيء الرئيس الأميركي السابق رونالد ريغان عام 1984 شكل زيارة كبيرة لأن الصين كانت بدأت لتوها بالانفتاح وكنا جميعاً نريد أن نتعرف الى بقية العالم". وأضاف جازما: "أما الآن فالسياسة هي السياسة وكرة القدم مثيرة للاهتمام أكثر بكثير". وعكست وفاة رجل أربعيني من غي يانغ جنوب شرق جراء نزيف في دماغه اثناء مباراة فرنساوجنوب افريقيا اهتمام الصينيين بالمونديال. فالصيني تعرض للنزيف في لحظة تسجيل كريستوف دوغاري هدف فرنسا الأول في كأس العالم ضد جنوب افريقيا، وعجز الأطباء عن انقاذه. وقد أوضحوا في وقت لاحق للصحافيين أن الرجل توفي بعدما أنهكته الليلتان السابقتان اللتان أمضاهما أمام جهاز التلفزيون.