أنجز لبنان واسرائيل أمس عملية تبادل اشلاء جنود اسرائيليين بجثث اربعين شهيداً و60 أسيراً لبنانياً. فنفّذت اسرائيل المرحلة الثانية القاضية بنقل الأسرى عبر الصليب الاحمر الدولي وبضمان فرنسي، فعاد 55 منهم الى الاراضي اللبنانية المحررة وبقي اربعة في الشريط الحدودي المحتل فيما فضّل واحد البقاء في اسرائيل. وكان الاسرى وصلوا براً في حافلتين للصليب الاحمر الدولي وسيارة اسعاف الى معبر كفرفالوس، بين المناطق الجنوبية المحتلة ومنطقة شرق صيدا، الاولى بعد الظهر. فتأكد الجيش اللبناني من اسمائهم. ورافقهم رئيس بعثة الصليب الاحمر الدولي جان جاك فريزار، فيما انتظرتهم عند حاجز الجيش حشود من "حزب الله" وحركة "امل" والحزب الشيوعي اللبناني حملوا الاعلام الحزبية والعلم اللبناني، اضافة الى ذوي السجناء العائدين، فضلاً عن أهالي سجناء ومعتقلين لم يعودوا، فأصيبوا بخيبات أمل، وراح بعضهم يبكي، في مقابل بكاء فرح لأقرباء المحررين اثناء عناق اللحظة الاولى بين بعض العائدين، وكانوا ما زالوا في الحافلات، ومن تمكن من الوصول اليهم من مستقبليهم. الا ان لقاء الاهالي بأبنائهم المحررين حصل في دارة رئيس الحكومة رفيق الحريري في مجدليون، شرق صيدا، حيث تجمع أفراد عائلات الاسرى، نظراً الى صعوبة تنظيم اللقاء على المعبر في احتفال كبير اختلطت خلاله الدموع بالاهازيج. فاكتشف الأسير ابنه الذي ولد بعد اعتقاله، والتقى الابن الذي أسر وهو فتى اذ بينهم الكثيرون في هذه الحال أهله الذين شاخوا في انتظاره، والتقت الفتاة خطيبها الذي مضى على أسره 12 سنة، وبعضهم أخذه الاسرائىليون منذ العام 1986. ورحّب رئيس الجمهورية الياس الهراوي باطلاق الاسرى والجثث في رسالة الى اللبنانيين متمنياً "الافراج عن سائر أسرانا وتحرير أرضنا". ووعد الحريري في كلمة ألقاها في مجدليون ببذل الجهد لاستعادة بقية الاسرى في سجون اسرائيل، وأكد "ان للاسرى حقوقاً وعلى الدولة واجبات حيالهم". واوضح ان "لا بُعد سياسياً لعملية التبادل". راجع الصفحتين 2 و3 شيراك من جهة اخرى، صرح الرئيس الفرنسي جاك شيراك الذي يقوم حالياً بجولة افريقية بأنها كانت عملية انسانية رائعة سمحت بتبادل أسرى، "إني أحيي العمل الاستثنائي للصليب الأحمر وما قام به رئيسا الوزراء في لبنان واسرائيل، وهو عمل اعطيت ضمانتي له بين البلدين".