في اطار الجهود الاسرائيلية الهادفة الى تطبيع علاقات الدولة اليهودية مع الاممالمتحدة، وقع في جنيف روبنز ريكوبيرو الامين العام لمؤتمر الاممالمتحدة للتجارة والتنمية اونكتاد، مذكرة تفاهم مع حكومة اسرائيل لاقامة برنامج مشترك للدعم الفني للدول النامية، وبخاصة الاقل نمواً. وبين هذه الدول تلك التي كانت في المعسكر الاشتراكي سابقاً. وتشمل المذكرة مجالات الاستثمار وتنمية الشركات الصغيرة وتطوير العلم والتكنولوجيا. ومن خلال توظيف "الكفاءات" الاسرائيلية، سيعد الطرفان برنامجاً مشتركاً للابحاث والدورات التدريبية لدعم الجهود التنموية للدول النامية المستفيدة حالياً من المساعدات الفنية لپ"اونكتاد" بما فيها الدول الاسلامية والعربية. وتباهى حاييم ديفون مساعد الامين العام للخارجية الاسرائيلية بأن التوقيع تزامن مع الذكرى الخمسين لانشاء دولة اسرائيل والذكرى الاربعين لانشاء مركز التعاون الدولي مشاف التابع لوزارته. واضاف ان إسرائيل ترى في الاتفاق انجازاً جديداً في عملية تنظيم علاقاتها مع عدد من وكالات الاممالمتحدة. وبهذا الاتفاق حصلت اسرائيل من خلال الاممالمتحدة التي يفترض ان تكون حامية الحقوق المهضومة للشعوب، على تطبيع سهل وممتنع، مخترقة المقاطعة العربية والاسلامية المفروضة عليها، وذلك من خلال توفير خبراء وخبرة تنموية اسرائيلية للدول النامية التي تنشط فيها "اونكتاد"، متسترة بمظلة اجهزة الشرعية الدولية التي تنتهكها اسرائيل منذ خمسين عاماً في فلسطين والاراضي العربية المحتلة. ولم يعلن عن اي موقف عربي او اسلامي بهذا الشأن حتى الآن. ويذكر ان "اونكتاد" كانت في الماضي بين منظمات الاممالمتحدة البارزة في تقديم المساعدة الفنية للشعب الفلسطيني. وهذه ليست المرة الاولى التي تحاول احدى هيئات الاممالمتحدة ابرام مثل هذا الاتفاق "الفني"، اذ قبل عشر سنوات اضطر برنامج الاممالمتحدة الانمائي سحب مذكرة مماثلة تحت ضغوط عربية، قادها رئيس الدائرة الاقتصادية لمنظمة التحرير وقتذاك، السيد احمد قريع، ابو علاء الذي يشغل حالياً منصب رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني.