تغلبت الارجنتين على كرواتيا 1/صفر في المباراة الحاسمة ضمن المجموعة الثامنة لمونديال فرنسا ، أمس على ملعب "بارك ليسكور" في بوردو، أمام 36 الف متفرج بقيادة الحكم المغربي سعيد بلقولة. وحسمت الارجنتين بالتالي الصراع على المركز الاول في المجموعة برصيد تسع نقاط وبات الفريق الثاني بعد فرنسا الذي يحقق الفوز في مبارياته الثلاث في الدور الاول. وحلت كرواتيا ثانية بست نقاط علماً بان الفريقين ضمنا بلوغ الدور الثاني قبل المباراة. وستلعب الارجنتين ضد ثاني المجموعة السابعة التي تضم رومانيا وانكلترا وكولومبيا وتونس. واثبتت الارجنتين انها مرشحة لاحراز اللقب وربما تكرر الانجاز الذي حققته البرازيل عام 58 باحرازها اللقب خارج قارتها. وتملك الارجنتين اوراقاً رابحة عدة ابرزها باتيستوتا واورتيغا وغالاردو ولوبيز... والخيارات كثيرة في يد المدرب دانيال باساريللا الذي يأمل في ان يصبح ثالث شخص يحرز اللقب لاعباً ومدرباً بعد البرازيلي ماريو زاغالو 70 والالماني فرانتس بكنباور 90. اما كرواتيا فبعد بداية قوية لم تتمكن من مجاراة الارجنتين وتاهت تماماً في الشوط الثاني وفقد لاعبوها التركيز ولم يضغطوا على لاعبي الخصم فانعدمت خطورتهم تماماً على المرمى. بدأت المباراة متكافئة من الطرفين واعتمدت الارجنتين على الانتقال السريع من الدفاع الى الهجوم في حين مال الكرواتيون الى اعتماد المثلثات لاختراق المنطقة الارجنتينية. وفي الدقيقة الاولى كادت تخدع الحارس رأسية موجهة من الكرواتي سوكر الذي سجل هدفين في مباراتين، لكنها انتهت فوق العارضة بقليل. وردت الارجنتين بكرات عرضية داخل المنطقة تعامل معها الدفاع والحارس لاديتش بسهولة. وفي الدقيقة 18 لعب ستيماتش كرة عرضية لكن احداً من رفاقه لم يكن متأهباً، ومن الهجمة المرتدة طار اورتيغا لتسديد كرة مقصية لكن الدفاع الكرواتي انقذ الوضع في الرمق الاخير. وانذار ظالم لبيليتش الذي كان يتصارع على الكرة مع باتيستوتا قرب الزاوية الركنية الشمالية، ومن الركلة الحرة سدد غالاردو بين يدي الحارس 21. وتخطى بوبان، منظم الصفوف الكرواتية، لاعبين ارجنتينيين وبدل ان يكمل طريقه نحو المرمى او يمرر فضل الخيار الثالث وهو التسديد فلم يوفق في خياره 33. وانذر الارجنتيني ايالا لخشونته على اسانوفيتش 35. ومن الخطأ الاول للدفاع الكرواتي في التمركز، تمكن بينيدا اثر تمريرة متقنة من اورتيغا من تسجيل الهدف الاول في الدقيقة 36 علماً ان الحارس لاديتش تردد في الخروج فسهل مهمة الارجنتيني. وحمي وطيس المباراة بعد الهدف اذ سعت كرواتيا الى الرد سريعاً في حين راح الارجنتيني غالاردو يقدم فواصل ترقيص امتعت الجمهور وهو أظهر عن مهارة نادرة في التحكم بالكرة. ومن هجمة مرتدة وجد اورتيغا نفسه مع باتيستوتا امام مدافعين كرواتيين وعندما فشل زميله في تحرير نفسه حاول المراوغة فاعاقه سولدو ونال انذراً. ومن الركلة الحرة سدد غالاردو الكرة وارتدت من الحائط فاعاد تسديدها قوية ابعدها الحارس 45. وكشفت كرواتيا عن نواياها الهجومية فور بداية الشوط الثاني اذ حل المهاجم فلاوفيتش بدل لاعب الوسط ماريتش، واخترق ستيماتش الخطوط الارجنتينية وسدد لكن الدفاع اعترض الكرة قبل ان تشكل خطورة على المرمى. ونال بوبان انذراً 46. ودخل كلاوديو لوبيز صاحب هدف الفوز على البرازيل ودياً قبل شهرين بدل اورتيغا 51. وبقيت الارجنتين الافضل وتناقل لاعبوها الكرة وسط ضياع كرواتي. واخترق لوبيز المنطقة الكرواتية مرتين متتاليتين من دون ان يشكل خطورة. وانذار ليارني لعدم "لباقته" في الاحتجاج 57. ونال فيفاس انذاراً لاعاقته اسانوفيتش 68. وكاد غالاردو يسجل اجمل هدف في الدورة عندما تسلم الكرة في وسط الملعب وتخلص من ثلاثة لاعبين كروات وانفرد بالحارس لكن تسديدته اخطأت المرمى بسنتيمترات قليلة 70. وفشل ايالا في تشتيت الكرة كما يجب فكاد سوكر يعادل النتيجة 74. وقاد فيرون هجمة ارجنتينية ومدّ سيميوني بكرة رائعاً داخل المنطقة لكن تسديدة الاخير انقذها لاديتش بساقيه 77. ثم محاولات كرواتية خجولة لاحراز التعادل لم تقلق الحارس الارجنتين روا الذي كان اشبه بضيف شرف على المباراة! ولو كانت نتيجة المباراة تحدد في المدرجات لفازت الارجنتين بنتيجة قياسية لان مشجعيها حولوا المباراة الى "كارنفال" حقيقي باغانيهم الحماسية التي طغت على تشجيع الكرواتيين "الناشف". واعترف مدرب كرواتيا بلازيفيتش بان الفريق الافضل هو الذي فاز، وأن الارجنتين أكدت طموحاتها حيث تملك مقومات احراز اللقب. وعن خسارة منتخبه قال "إنها ليست نهاية العالم، وقد سقطنا أمام منتخب قوي". من جانبه قال مدرب الارجنتين باساريللا ان المباراة كانت متوازنة "وإن كانت أفكارنا أوضح وتمريراتنا أدق، ووضح الفارق في الشوط الثاني تحديداً". وعمن يفضل لقاءه في الدور الثاني، منتخب رومانيا أم منتخب انكلترا، أجاب باساريللا "حتى يكسب منتخب ما كأس العالم فعليه أن يتوقع مواجهة أي منتخب يشارك في المسابقة ومن دون أي نوع من التفضيل". جامايكا - اليابان وفي ليون، أمام 42 الف متفرج، فازت جامايكا على اليابان 2/1 في مباراة هامشية فحلتا ثالثة ورابعة في المجموعة الثامنة برصيد 3 نقاط وصفر على التوالي. وشارك المنتخبان في المسابقة للمرة الاولى، وقدم اليابانيون بالذات عرضين جيدين أمام الارجنتينوكرواتيا برغم الخسارة صفر/1 فرشحهم الكثيرون للفوز على جامايكا لكن التوقعات خابت. وأحرز وايتمور هدفي جامايكا في الدقيقتين 39 و54 وناكاياما هدف اليابان في الدقيقة 75. وقال رينيه سيمويش مدرب جامايكا : سيساهم هذا الفوز باشياء ايجابية كثيرة وفي تطوير الكرة الجامايكية. عملنا سويا بجهد كبير ومنتخبنا يملك امكانيات ضخمة وانا فخور باللاعبين. لعبت اليابان بطريقة جيدة في مبارياتها الثلاث وليس لها ان تخجل من مسيرتها. أما تاكيشي اوكادا مدرب اليابان فقال: قام اللاعبون بتمريرات غير مجدية قبل الوصول الى المرمى واهدرنا الكثير من الفرص على الرغم من ان اللاعبين اعطوا كل ما يملكون، الخسارة اليوم هي مسؤوليتي لوحدي. وخاض المنتخبان لقاء تأدية واجب قدما خلاله عرضاً جيداً وسريعاً نظرا لتقارب المستوى بينهما مع نفس هجومي خصوصاً من جانب اليابانيين الذين برهنوا على تنظيم جماعي ناجح لكنهم افتقدوا الى اللمسة الاخيرة والدقة في نهايات الهجمات. ورغم ان السيطرة كانت يابانية، تقدمت جامايكا بهدفها الاول حين تمكن وايتمور من خداع الحارس الياباني كاواغوتشي بتسديدة قوية من قدمه اليمنى اثر تمريرة من رأس غايل قبل 6 دقائق من نهاية الشوط الاول. وبعد الاستراحة، رفع وايتمور غلة جامايكا بعد ان انفرد في الجهة اليمنى وراوغ اثنين من المدافعين اليابانيين وسدد يسارية قوية في اقصى الزاوية اليسرى لمرمى كاواغوتشي 54. وتمكن اليابانيون منطقيا من تقليص الفارق قبل ربع ساعة من النهاية وكان هدفهم البصمة الوحيدة التي تركوها خلال مشاركتهم الاولى في نهائيات كأس العالم بعد خسارتيهم امام الارجنتينوكرواتيا بنتيجة واحدة صفر/1. ولم تكن النتيجة منصفة لليابانيين، الذي يستعدون من الان لاحتضان المونديال المقبل مع كوريا الجنوبية بعد 4 سنوات، وعاندهم الحظ قياسا على الفرص الوفيرة التي اتيحت لهم خصوصا تلك التسديدة الهوائية لناراهاشي الذي اصاب العارضة بعد دقيقة واحدة من هدف جامايكا الثاني.