شيان الصين - أ ف ب، رويترز - اكد الرئيس الاميركي بيل كلينتون في شيان وسط امس الجمعة ان الولاياتالمتحدة لن تخضع لضغوط الصين التي تطالب بوقف الدعم الاميركي لتايوان. لكنه اشاد بالديموقراطية المحلية في القرى. وفي اليوم الثاني من زيارته للصين، قال كلينتون لصحافيين "من المؤكد انه لن يكون هناك اي تغيير في موقفنا من تايوان بأي شكل كان خلال هذه الجولة". وكانت الصين اعلنت قبل بدء الزيارة ان قضية تايوان هي المسألة الاكثر حساسية في العلاقات الصينية الاميركية وعبرت عن رغبتها في ادراجها على رأس جدول اعمال القمة بين الرئيسين كلينتون وجيانغ زيمين غداً السبت في بكين. وتأمل بكين في ان تتعهد واشنطن بعدم بيع اسلحة الى تايوان. وقال كلينتون اثناء زيارة قام بها للقرية النموذجية شياهي القريبة من مدينة كسيان "موقفنا من تايوان مدرج في ثلاثة بيانات وقعها البلدان بين 1972 و1982 وفي القانون الخاص بالعلاقات مع تايوان". وكانت زيارة كلينتون اثارت مخاوف تايبه لأن قادة الجزيرة يخشون ان توقع بكينوواشنطن بيانا مشتركاً رابعاً تتعهد فيه الولاياتالمتحدة بعدم بيع اسلحة الى تايوان بعد اليوم. من جهة اخرى، قال كلينتون ان اعتقال منشقين صينيين قبيل بدء زيارته اثار "قلقه"، ولكنه اكد ان ذلك لن يؤثر في سياسة "الحوار البناء" التي يتبعها مع بكين. وقال كلينتون "اثارت هذه الانباء قلقي وطلبت من السفير جيمس ساسر ان يناقش هذه المسألة مع السلطات الصينية". واضاف انه اذا كانت هذه الانباء صحيحة، فإنها "تدل على ان الصين ليست في افضل مستوى لها" او ان "الصين لا تتطلع الى المستقبل بل الى الماضي". واكد الرئيس الاميركي الذي كان يرد للمرة الاولى منذ بدء زيارته على اسئلة تتعلق بحقوق الانسان "أحد أسباب زيارتي هي التمكن من مناقشة مسائل الحريات الفردية في جلسات خاصة وعامة". واضاف "لذلك اعتقد انه من المهم جداً ان نواصل العمل مع الصينيين والتحاور معهم". واحتج سفير الولاياتالمتحدة لدى الصين جيمس ساسر رسمياً امس لدى الحكومة الصينية بعد توقيف المنشقين الثلاثة في مدينة شيان قبل ساعات من وصول الرئيس الاميركي. وقال عضو في الوفد الاميركي الرسمي المرافق لكلينتون طلب عدم كشف هويته ان السفير الاميركي "اتصل بمسؤولين رفيعي المستوى ليبلغهم قلقنا". واضاف ان الرئيس الاميركي سيناقش اعتقال هؤلاء الاشخاص "غير المقبول" في المحادثات التي سيجريها السبت والاحد مع نظيره الصيني، مؤكداً انه "سيحض الصين على اعتماد حرية التعبير بدلاً من الخوف منها". وقال المسؤول نفسه "لا اعتقد انه قمع يهدف الى ارباك الرئيس". واضاف "نعتقد ان بعض القادة يتصرفون بطريقة مبالغ فيها بتصورهم انهم يستطيعون تجنب وقوع حوادث اثناء زيارة الرئيس الاميركي". واوقفت شرطة شيان بعد ظهر الخميس المعارض يانغ هاي بعد 24 ساعة من اعتقال رفيقيه يان جون ولي زيهينغ. وكان متحدث باسم البيت الابيض صرح ان كلينتون سيطلب من نظيره الصيني السماح بحرية اكبر للتعبير في بلاده. واضاف ان الوفد الاميركي "على علم" بتوقيف المنشقين الثلاثة وان السفير ساسر سيبحث مع السلطات الصينية مباشرة في هذه المسألة. وعلى رغم نداءات معارضين صينيين وبرلمانيين اميركيين، اعلن كلينتون انه لن يلتقي منشقين اثناء زيارته. كما وافق على احترام المراسم المعتادة حيث سيتم استقباله رسميا في ساحة تيانانمين التي ترمز الى قمع التظاهرات التي جرت في 1989. واشاد كلينتون في شياهي القرية الصغيرة الواقعة وسط الصين بتجارب الديموقراطية المحلية التي طبقها النظام الشيوعي خلال السنوات الاخيرة. وفي كلمة القاها امام مجموعة من القرويين وعدد من اطفال شياهي، ذكر كلينتون أن هذه القرية الصغيرة التي لا يتجاوز عدد سكانها بضع مئات، ستصوت قريباً من جديد لانتخاب قادتها كغيرها من حوالي نصف مليون قرية اخرى في البلاد. ويضم مجلس بلدية القرية رئيساً وخمسة اعضاء انتخبهم سكان القرية. واضاف "اعرف ما يعنيه الترشح للانتخابات"، موضحاً "فزت في انتخابات مرة وخسرت مرتين. افضل الفوز على الهزيمة ولكن عندما تكون هناك انتخابات يقرر الناس فيها، يربح الجميع". وصفق الحضور للرئيس الاميركي بعد انتهاء ترجمة كلمته الى اللغة الصينية. يذكر ان الصين ادخلت تدريجاً في نهاية الثمانينات عمليات "اقتراع ديموقراطية" الى قراها التي يبلغ عددها 740 الفاً. وقالت مؤسسة الرئيس الاميركي الاسبق جيمي كارتر "مركز كارتر" ان حوالي ثلثي عمليات الاقتراع كانت تجري بمرشح واحد