تحدث وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر عن «قلق كبير من سلوك» بكين، خلال زيارته حاملة الطائرات الأميركية «يو أس أس روزفلت» في بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه. كارتر الذي كان يرافقه نظيره الماليزي هشام الدين حسين، شاهدا مقاتلات تقلع من الحاملة التي كانت تبحر على بعد نحو 70 كيلومتراً شمال غربي بورنيو. واعتبر كارتر ان الاهتمام بزيارته مرده «توتر في هذا الجزء من العالم، خصوصاً من نزاعات على اراضٍ في بحر الصين الجنوبي». وأشار الى «قلق كبير من سلوك الصين»، ووصف وجوده على حاملة الطائرات خلال «عمليات روتينية اثناء عبورها مياه بحر الصين الجنوبي»، بأنه «اشارة الى الدور الأساسي الذي تؤديه القوة العسكرية للولايات المتحدة في هذه المنطقة المهمة بالنسبة الى المستقبل الأميركي». وكانت الولاياتالمتحدة أرسلت الأسبوع الماضي مدمّرة «يو أس أس لاسن» الى مسافة تقلّ عن 12 ميلاً بحرياً من جزر اصطناعية تشيّدها بكين في أرخبيل «سبراتلي» في بحر الصين الجنوبي، ما أغضب الأخيرة التي استدعت السفير الأميركي ماكس بوكوس، وسلّمته احتجاجاً. في غضون ذلك، دافع رئيس تايوان ما ينغ جيو عن لقاء تاريخي سيجمعه بالرئيس الصيني شي جينبينغ في سنغافورة غداً، معتبراً الأمر خطوة نحو «تطبيع» العلاقات بين الدولتين، لكن المعارضة اتهمته بأنه «سيبيع تايوان» الى بكين. وسيكون اللقاء الأول بين قادة الجانبين منذ نهاية الحرب الأهلية عام 1946، حين لجأ قوميو حزب «كومينتانغ» بقيادة تشانغ كاي شيك الى تايوان. لكن المعارضة وجزءاً من الرأي العام في الجزيرة يتوجّسان مما يعتبرانه محاولة صارخة لتجميل صورة الصين وتعزيز حظوظ حزب «كومينتانغ» الحاكم، في انتخابات الرئاسة المرتقبة في كانون الثاني (يناير) المقبل، علماً ان استطلاعات الرأي ترجّح فوز مرشح «الحزب الديموقراطي التقدمي» المعارض. وقال ما في خطاب الى الأمّة: «هذه القمة هدفها رخاء الأجيال المقبلة، لا الانتخابات. من واجبي بناء جسر بين الجانبين، لكي يتمكن الرئيس المقبل من عبور النهر. على ضفتَي المضيق العمل لتخفيف مشاعر العداء وتطوير التواصل وتعميق التفاعل». وتحدّث عن «خطوة اولى نحو تطبيع اللقاءات بين القادة»، لافتاً الى ان التقارب السياسي يشكّل نتيجة منطقية لتنامي العلاقات الاقتصادية بين الدولتين. وشدد ما على ان الولاياتالمتحدة لم تؤدّ أي دور في التقارب، مستدركاً انها أُبلِغت مسبقاً بالقمة. ولفت دانيال راسل، مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون شرق آسيا، الى أن القمة «تتماشى مع توجّه شجّعناه دوماً بين بكين وتايبه». ورأى صعوبة في تحديد الحزب السياسي التايواني الذي سيستفيد في الانتخابات، من لقاء ما - شي. في المقابل، أبدت ناطقة باسم «الاتحاد التايواني من اجل التضامن» الاستقلالي «غضباً» من اللقاء، معتبرة ان ما «سيبيع تايوان». كما رأت زعيمة «الحزب الديموقراطي التقدمي» المعارضة تساي اينغ ون، وهي الأوفر حظاً للفوز في انتخابات الرئاسة، ان القمة ستسيء الى الديموقراطية في تايوان، مشددة على ان «الشعب لن يسمح (لما ينغ جيو) بتقويض مستقبل تايوان، لمجرد تحقيق مصالحه السياسية».