استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز في جدة، امس وزير الخارجية الايراني كمال خرازي، الذي بدأ زيارة مفاجئة للسعودية. ونقل خرازي للملك فهد "تحيات وتقدير" مرشد الجمهورية الاسلامية في ايران آية الله علي خامنئي والرئيس سيد محمد خاتمي. كما استقبل ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء الأمير عبدالله بن عبدالعزيز خرازي، الذي نقل اليه رسالة من خاتمي، وحضر اللقاء وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل. وأعلن وزير الخارجية السعودي ان الخطة الاسرائيلية الجديدة لتوسيع حدود القدس "تضرب عملية السلام وتكاد تكون القشة التي تقصم ظهر مسيرة السلام، لأن الضفة الغربية ليست خارج القدس، وتوسيعها المدينة شرقاً او غرباً او شمالاً او جنوباً وحتى سماء او في قاع الأرض غير مقبول ويخالف كل المواثيق والقرارات الدولية، ولا يمكن ان يقبل عربياً أو اسلامياً". وزاد ان "الموقف العربي عالج هذا الموضوع في قرارات القمة الاخيرة نرى انه في تنفيذ هذه القرارات المعالجة الصحيحة لمواجهة التحديات الاسرائيلية". وقالت مصادر ديبلوماسية لپ"الحياة" ان رسالة خاتمي تتناول "تنسيق مواقف البلدين لوقف تدهور اسعار النفط" عشية اجتماع وزراء نفط الدول المصدرة للنفط اوبك في فيينا اليوم. وكان خاتمي اجرى اتصالاً هاتفياً ليل الاحد بالأمير عبدالله ركز على سبل لجم تدهور اسعار النفط. وأكدت مصادر ايرانية لپ"الحياة" ان خرازي ناقش في السعودية، اضافة الى موضوع النفط "التطورات في المنطقة، وعرض دعوة خاتمي الى عقد اجتماع استثنائي لمنظمة المؤتمر الاسلامي لمناقشة خطة اسرائيل لتوسيع القدس"، علماً ان ايران ترأس الدورة الحالية للمنظمة راجع ص3. ووصف الملك فهد أول من أمس اجراءات توسيع حدود القدس بأنها "تصرف متهور" واعتبرها "اقصى ضربة وجهت الى عملية السلام من قبل اسرائيل"، مطالباً "راعيي السلام بخاصة الولاياتالمتحدة باتخاذ الاجراءات الكفيلة بمواجهة هذا الاجراء المتهور". موسى الى ذلك، بدأت في الرياض امس اجتماعات اللجنة السعودية - المصرية برئاسة وزيري خارجية البلدين الامير سعود الفيصل والسيد عمرو موسى الذي اكد ان الاجتماعات "تعقد في ظروف مهمة بالنسبة الى العلاقات بين البلدين، لجهة التفاعل والتعاون الاقتصادي والتنسيق السياسي". وأشار الى ان العلاقات السعودية - المصرية "على احسن ما يكون، ونحن هنا لتفعيل الخطوات التي تضيف الى هذه العلاقات السلسة، والفرص متاحة للتشاور مع الامير سعود الفيصل في مجريات الامور في هذه المنطقة". وزاد انه "لا توجد عوائق" امام عقد قمة عربية على اي مستوى، لكنه قال: "لا توجد دعوة الى عقد قمة لدول الطوق او قمة شاملة، وعندما نتحدث عن الاعداد للقمة فهذا ليس معناه تأجيلها او اعاقتها او المماطلة فيها، بل نعني ان العالم العربي يفكر بطريقة عقلانية، وان النية معقودة على العمل العربي المشترك في مواجهة الموقف المتأزم في عملية السلام". وسئل موسى عن الموقف من القرار الاسرائيلي الخاص بالقدس فأجاب: "هذه قرارات غير شرعية تتعارض مع مبادئ القانون الدولي واتفاقات جنيف، والقول بأنه القرار توسع لجهة الغرب او الجنوب او الشرق او الشمال خرق للقرارات الدولية التي تمنع اي تغيير ديموغرافي او تغيير في الوضع القانوني والاداري للمدينة، وكل الاجراءات الخاصة بالقدس التي تتخذ بطريقة احادية تفرض على الآخرين، تظل غير مشروعة". وتحدث الامير سعود الفيصل عن زيارة خرازي فأكد ان المحادثات معه تناولت اجتماع "اوبك" في شكل رئيسي. وزاد: "نحن في اطار التضامن العربي والاسلامي نرحب بكل اللقاءات التي يدعى اليها" في اشارة الى دعوة ايران الى مؤتمر استثنائي لمنظمة المؤتمر الاسلامي يخصص للقدس. وقال: "المفروض ان ننظم اوضاعنا ونعرف ماذا نريد ونهيئ الاجواء والموضوعات التي نتعاطاها لأن المؤتمرات ليست غاية بل وسيلة، والتهيئة ليست تعطيلاً بل تأكيد للجدية والصدقية في تعاملنا". وسئل عن اتصالات تجريها المملكة على الصعيد العربي او الاسلامي لمواجهة الخطة الاسرائيلية الاخيرة، فأجاب: "المملكة جزء من العالم العربي نتشاور دائماً في اطار المجموعة العربية، وليست هناك مبادرة منفردة للمملكة، وحدد ذلك بيان مجلس الوزراء السعودي الذي ذكر ان الاتصالات التي تجريها المملكة لا تتعدى كونها اتصالات في اطار التضامن العربي والتوافق العربي، ولا توجد مبادرات خاصة تقوم بها السعودية"