قام وزير النفط السعودي علي النعيمي أمس بزيارة مفاجئة لطهران حيث أجرى محادثات مع نظيره الايراني بيجان زنقانة استهدفت تقريب وجهات النظر في شأن أسواق النفط الدولية، والتنسيق في لجم تدهور الاسعار التي سجلت في الفترة الاخيرة ادنى مستوياتها منذ أكثر من عشرة أعوام. ولم يعلن عن الزيارة مسبقاً، وكان مقرراً حتى ساعة متقدمة أول من أمس ان يزور النعيمي طهران في كانون الاول ديسمبر المقبل. ويعتقد ان الزيارة جاءت كثمرة لزيارة وزير الخارجية الايراني كمال خرازي للرياض والتي بدأت السبت وانتهت أمس، وكان اهم المواضيع على جدول اعمالها الوضع في الاسواق النفطية وتأثيره في اقتصادات الدول النفطية. وتحفظ النعيمي وزنقانة عن الادلاء بتفاصيل محادثاتهما التي استمرت ثلاث ساعات. واكتفى الوزير الايراني بالقول انها استهدفت "تقريب وجهات النظر في شأن الوضع في السوق النفطية وكيفية التنسيق والمساهمة في تعزيز اسعار النفط، ولكن لم تتخذ قرارات". وعلمت "الحياة" ان اجتماع الوزيرين تم بحضور الرئىس الإيراني سيد محمد خاتمي. وقالت مصادر ايرانية ل "الحياة" ان "مسألة خفض الانتاج بحثت ايضاً، ولم يلغِ الجانبان امكانية اللجوء مجدداً الى هذا الخيار لوضع حد لتدفق النفط بكميات ضخمة، في ظل وجود انفلات وعدم التزام دول منتجة اعضاء في اوبك قرارات المنظمة". وكانت "اوبك" قررت في اجتماع عقدته في فيينا في حزيران يونيو الماضي خفض انتاجها بمقدار 1.365 مليون برميل يومياً، مما رفع اجمالي الخفوض التي أعلنت منذ آذار مارس الى نحو 2.6 مليون برميل يومياً. وقالت مصادر رسمية ايرانية ل "الحياة" ان ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز كان اكد خلال استقباله خرازي "استعداد المملكة العربية السعودية للتعاون مع ايران من اجل رفع الاسعار وانقاذ الدول المنتجة للنفط واسواق النفط من التدهور الخطير الذي لم تبلغه الأسعار منذ عشرة أعوام". واضافت ان الأمير عبدالله "حض على توطيد التعاون وتوثيقه بين منتجي النفط لأن مصيرهم مشترك، وانهيار الاسعار ينعكس سلباً على الجميع". وقال خرازي لدى عودته الى طهران من السعودية أمس ان محادثاته في الرياض "شددت على ضرورة الا يقف منتجو النفط مكتوفي الايدي في مواجهة هبوط الاسعار". وصرحت مصادر ديبلوماسية رفيعة المستوى في الرياض الى "الحياة" بأن وزير الخارجية الإيراني بحث مع ولي العهد السعودي، بحضور وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، في سبل لجم تدهور أسعار النفط الذي تتضرر منه طهرانوالرياض. وأكد السفير الإيراني في الرياض محمد رضا نوري شهرودي ل "الحياة" أن "وجهتي نظر البلدين متقاربة جداً، وتم التوصل الى نتائج ايجابية جداً". وزاد أن البلدين "اتفقا على التنسيق الدائم في الجوانب النفطية، وخفض سقف الانتاج لكل دول أوبك، بما فيها السعودية وايران على وجه التحديد". وتعقد "اوبك" مؤتمرها الوزاري نصف السنوي في فيينا في 25 الشهر الجاري.