أديس ابابا، بيروت - "الحياة"، رويترز - هدد رئيس الوزراء الاثيوبي ملس زيناوي اريتريا امس وقال ان حكومته "ستلقنها درساً اذا لم تنسحب من الأراضي الاثيوبية". واكدت وزارة الخارجية الاثيوبية ان السلطات الأمنية تحتجز ألف مقاتل اريتري سابق رهن التحقيق. في غضون ذلك، نفت الحكومة الاريترية وجود وساطة افريقية، واعتبرت ان زيارة الوفد الافريقي الى اسمرا أخيراً كانت "للاستماع الى وجهات النظر". وقال زيناوي في تصريح لپ"رويترز" أمس انه مستعد "للذهاب الى أبعد مدى" من أجل انجاح الوساطة لحل النزاع بين الدولتين المتجاورتين في القرن الافريقي، لكنه قال ان الحكومة الاثيوبية مستعدة كذلك للحرب. وزاد: "ما سنحاول عمله اذا لم ينسحبوا هو ان نخرج جيشهم الغازي من أراضينا وان نتأكد من تلقينهم درساً". وتطور النزاع الحدودي بين الدولتين المتحالفتين سابقاً منذ السادس من أيار مايو الماضي الى معارك بالدبابات والمدفعية وغارات جوية. احتجاز اريتريين الى ذلك، أصدرت وزارة الخارجية الاثيوبية امس نشرة تفصيلية عن الأزمة الحدودية ناشدت فيها المنظمات الانسانية والمجتمع الدولي اتخاذ الاجراءات اللازمة لمساعدة الاثيوبيين المحتجزين في السجون الاريترية و"يعانون من التعذيب الشديد" وقالت ان عددهم نحو 600 شخص. وذكرت النشرة ان نحو ألف من الاعضاء السابقين في الجبهة الشعبية لتحرير اريتريا احتجزوا موقتاً وتجري السلطات المعنية تحقيقات أمنية معهم للحفاظ على الأمن القومي وسيسمح لهم بمغادرة البلاد الى أي مكان يريدونه بعد انتهاء التحقيقات. وعما ذكرته السفارة الاريترية في أديس ابابا عن وجود 130 ألف اريتري في مختلف أنحاء اثيوبيا، أكدت النشرة انه "من أجل الحفاظ على الأمن القومي تم احتجاز 1045 اريتري، وان هؤلاء المتحجزين تم التعامل معهم استناداً الى القوانين الدولية وهم في حال جيدة". من جهة اخرى، يبدأ وزير التجارة والصناعة الاريتري علي سيد عبدالله اليوم محادثات مع مسؤوليين لبنانيين، ومن المقرر ان يلتقي الرئيس اللبناني الياس الهراوي لعرض وجهة نظر بلاده في نزاعها الجاري مع اثيوبيا. وسألته "الحياة" عن أسباب رفض اريتريا مبادرة القمة الافريقية الاخيرة فأجاب: "منذ انعقاد القمة الافريقية الاخيرة في بوركينا فاسو ونحن نطالب بوساطة افريقية، وطالبنا أيضاً بدور اساسي وفاعل لمنظمة الوحدة الافرىقية لتسوية الأمور في شكل سلمي، ولكن حتى الآن لا توجد مبادرة افريقية واضحة، وكل ما فعله الرؤساء الأفارقة الأربعة الذين زاروا اسمرا وأديس ابابا هو انهم استمعوا الى وجهات نظر الطرفين في موضوع النزاع، وحتى الآن لم تطرح أي مبادرة افريقية". وقال عن المبادرة الاميركية - الرواندية: "في الواقع ايضاً لم تكن هناك مبادرة اميركية - رواندية، وانما محاولة لتسهيل عملية التفاوض ومحاولة تقريب وجهات نظر الطرفين. لم تكن هناك أي مبادرة أو وساطة، واستجابت اريتريا لكل هذه المحاولات"