بوغوتا - أ ف ب - فاز مرشح المعارضة المحافظ اندريس باسترانا في الانتخابات الرئاسية التي جرت أول من أمس الاحد في كولومبيا، واضعاً بذلك حداً لپ12 عاماً من هيمنة الحزب الليبرالي في هذا البلد الذي يشكو من عنف مزمن وركود اقتصادي. وباسترانا 44 عاماً صحافي تلفزيوني سابق ورئيس سابق لبلدية بوغوتا. وتقدم بفارق اكثر من اربع نقاط على خصمه الليبرالي هوراسيو سيربا 55 عاماً السياسي المحترف الذي كان الذراع اليمنى للرئيس الحالي ارنستو سامبير. ويتولى الرئيس المنتخب مهامه في السابع من آب أغسطس المقبل لولاية مدتها اربع سنوات. وكان الزعيم المحافظ اتهم سامبير بتمويل حملته الانتخابية باموال مهربي المخدرات من مافيا كالي لتهريب الكوكايين. واثارت هذه الاتهامات اكبر ازمة سياسية تشهدها كولومبيا منذ 50 عاما الا انها لم تسفر عن رحيل سامبير الذي تمسك بمنصبه مؤكدا انه لن يغادر السلطة الا "في آخر ساعة من آخر يوم من ولايته". وقال باسترانا مبتهجا للتلفزيون "لقد انتصر التغيير" واعدا "كل الكولومبيين بالعمل على تسوية الصعوبات الاجتماعية العديدة ومشكلتي الفساد والعنف في البلاد". واضاف: "في البلاد 18 مليون فقير وسنغير ذلك". وقال الرئيس الجديد الذي جعل من عودة السلام الاولوية في برنامجه الانتخابي انه سيحاول اجراء حوار مع "القوى المسلحة الثورية في كولومبيا" شيوعيون ابتداء من هذا الاسبوع. وقال "يجب وضع حد للعنف". ويقتل سنوياً في العنف في كولومبيا 32 الف شخص، بينهم ستة آلاف يذهبون ضحية عنف المتمردين الشيوعيين. وفي لهجة اكثر تشددا وعد باسترانا بملاحقة "زعماء" المخدرات وبمعاقبة "الرؤوس الكبيرة" الضالعة في الفساد. كما وعد بتطبيع علاقات كولومبيا الدولية وبخفض الضرائب واستحداث وظائف جديدة. ووصف اليوم الانتخابي بأنه كان "هادئاً" اذ لم يقتل سوى شرطيين وامرأة مقاتلة في صفوف المتمردين في حادثين منفصلين. وسارع ناطق باسم الشرطة الى نفي نبأ نقلته اذاعة خاصة عن مصادر رسمية بأن 15 شرطيا قتلوا في سان اونوفر على بعد 950 كلم الى الغرب من بوغوتا. ورفض المقاتلون اليساريون الذين يصل عددهم الى 18 الف رجل اي حوار مع حكومة سامبير. واضافة الى التصدي لظواهر الجريمة المتفشية والخطف والفساد وتهريب المخدرات المستمر رغم تفكيك الكارتيلات الكبرى، تنتظر باسترانا مهمة شاقة اخرى تتمثل في انعاش المشاريع الاقتصادية والاجتماعية الكبرى، بعد اربع سنوات من الركود شبه الكامل في عهد سامبير. وباسترانا هو ابن الرئيس المحافظ السابق ميزاييل باسترانا 1970 - 1974. وحاز دكتوراه في الحقوق وعمل في الصحافة التلفزيونية قبل ان ينطلق في الحياة السياسية منذ عشر سنوات لدى انتخابه رئيسا لبلدية بوغوتا، التي تعتبر المنصب السياسي الكبير الثاني في البلاد. وكان باسترانا خطف في 16 آذار مارس 1988 لمدة اسبوع من قبل رجال زعيم كارتل المخدرات الراحل بابلو ايسكوبار. وهو معروف بثيابه الداكنة وشعره القصير المسرح بعناية وشاربيه اللذين يوليهما عناية خاصة. ايضا.