بوغوتا - أ ف ب - ضرب عدد المرشحين للانتخابات التشريعية التي ستجرى غداً الاحد في كولومبيا رقما قياسيا اذ بلغ 7732 مرشحا يمثلون 88 حزبا، وذلك اثر حملة انتخابية رافقتها عمليات عنف من قبل المتمردين الشيوعيين المسلحين. ولم تشهد البلاد في تاريخ انتخاباتها مثل هذا العدد من المرشحين للفوز بمقاعد الكونغرس الكولومبي. وبلغ عدد المرشحين المتنافسين للفوز بپمئة ومقعدان في مجلس الشيوخ الپ3190 مرشحاً، بينما يتنافس 4542 مرشحاً للفوز بمقاعد مجلس النواب الپ161. وتدهورت سمعة الاحزاب السياسية الى حد كبير لدى الرأي العام اثر فضائح تتعلق بتهريب المخدرات. وتم اعتقال 20 عضوا من مجلس الشيوخ لتلقيهم رشاوى من كارتل "كالي"، وحتى رئيس الدولة ايرنستو سامبر اتهم بأنه وصل الى الحكم مستفيدا من ستة ملايين دولار مصدرها من عمليات تهريب المخدرات، وتمت "محاكمته" امام الكونغرس إلا أنه خرج بريئاً من هذه المحاكمة. وافاد استطلاع للرأي اجري أخيراً ان 56 في المئة من الناخبين اعتبروا ان "عمليات تهريب المخدرات امتدت الى مجلس الشيوخ" و50 في المئة أكدوا أنهم سيمتنعون عن التصويت، وبين الذين سيدلون بأصواتهم، أكد 43 في المئة ان ليس لديهم فكرة بعد لمن سيصوتون. وفي مواجهة هذا التشكك لدى الناخبين، اطلقت مؤسسة خاصة حملة تحت شعار "اظهروا انكم مؤهلون للتصويت لصالحكم". وقبل عملية الاقتراع بيومين، لم ينشر سوى 217 مرشحا برامج تحدد مواقفهم من مكافحة المخدرات وتشديد العقوبات ضد الاجرام المرتبط بالمخدرات، إضافة الى تقديم مصادر تمويل حملاتهم الانتخابية التي يصل متوسط كلفتها 250 الف دولار لكل مرشح. ومن جهتهم، شن المتمردون مزيدا من العمليات في أنحاء البلاد وهددوا بتصفية 21 رئيس بلدية ان لم يتخلوا عن ترشيحهم وقاموا باحتجاز تسعة آخرين كرهائن. وفي الاشهر الاخيرة، قتل حوالى 200 مدني و 36 مرشحا واحتجز 300 آخرون وعدل ألف مرشح عن خوض المعركة إثر تهديدات بالقتل. واطلق المتمردون عملياتهم المسلحة مجدداً ووقعت أعنف المعارك في ادغال كايان حيث قامت القوات المسلحة الثورية شيوعيون منذ الاحد الماضي بمحاصرة 120 جنديا، وأرسلت الحكومة المروحيات والطيران لمساندة المحاصرين.