بوغوتا - أ ف ب - توجه الناخبون في كولومبيا الى صناديق الاقتراع امس الأحد لانتخاب اعضاء الكونغرس الذي يتنافس 7732 مرشحاً يمثلون 88 حزباً على شغل مقاعده ال 263 في مجلس النواب والشيوخ. وجاءت الانتخابات وسط اجواء من التوتر الشديد بسبب هجمات المتمردين الشيوعيين. ولكن استطلاعات الرأي العام اظهرت ان نسبة الممتنعين عن التصويت ستتجاوز ال 50 في المئة من اصل 21 مليون ناخب. كما ان الهجمات الاخيرة للقوات المسلحة الثورية شيوعيون مسلحون التي الحقت بقوات الجيش اسوأ الهزائم منذ عشرات السنين، لن تسهل كثيراً مشاركة الناخبين. الا ان وزير الداخلية الفونسو لوبيز أكد ان "الامور ستجري على طبيعتها رغم هجمات المتمردين في الجنوب" مشيراً الى استنفار جميع القوات المسلحة. اما المتمردون الذين دعوا الى مقاطعة الانتخابات، فلم يهاجموا المرشحين مباشرة بعكس ما جرى في الانتخابات البلدية في تشرين الأول اكتوبر الماضي، عندما قاموا باعمال عنف اسفرت عن سقوط اكثر من 240 قتيلاً من المدنيين والمرشحين. ومن المتوقع ان تحتفظ الاحزاب التقليدية الكبرى كالحزب الليبرالي الحاكم والمعارضة المحافظة، بهيمنتها ولكن ليس بالقوة التي كانت تتمتع بها حتى الآن بسبب تراجع رصيدها لدى الرأي العام اثر فضائح تتعلق خصوصاً بتهريب المخدرات. وكان تم اعتقال 20 عضواً من مجلس الشيوخ لتلقيهم رشاوى من كارتل "كالي". وحتى رئيس الدولة ارنستو سامبر، اتهم بانه وصل الى الحكم مستفيداً من ستة ملايين دولار مصدرها عمليات تهريب المخدرات. ويعطي هذا الوضع فرصاً اضافية لمرشحين من مختلف التيارات، سواء كانوا من رجال الدين أو اصحاب ايديولوجيات أو متمردين وعسكريين سابقين، للوصول الى الكونغرس. اما الحملة الانتخابية فلم تشهد حماساً يذكر. وبدلاً من ان يعرض المرشحون برامج عمل، فضلوا تبادل الاتهامات بالفساد التي تلقى قبولاً لدى الناخبين. وأفاد استطلاع للرأي اجرى اخيراً ان 56 في المئة من الناخبين اعتبروا ان "عمليات تهريب المخدرات امتدت الى مجلس الشيوخ" والى عدد كبير من النواب.