شاركت معظم المدن العراقية في تظاهرات «جمعة الكرامة» أمس، تلبية للدعوة التي وجهتها منظمات مجتمع مدني ومواقع التواصل الاجتماعي (فايسبوك وتويتر) بعد أسبوع على تظاهرة «يوم الغضب». ولم تخل التظاهرات من صدامات بين قوات الأمن والمتظاهرين أدت الى جرح عدد منهم، ولم يقتحم المحتجون مراكز حكومية كما حصل الجمعة الماضي. في بغداد امتلأت ساحة التحرير أمس بالمتظاهرين الذين قدموا من مناطق بغداد المختلفة، متحدين حظر التجول. وطالبوا باستقالة رئيس مجلس المحافظة كامل الزيدي وبتوفير الخدمات للمواطنين وتعديل قانون الانتخابات. ونصبت قوات الأمن المشرفة على حماية المتظاهرين نقاط تفتيش عند مداخل ساحة الحرية. وكان لافتاً الحضور النسائي. ومر المتظاهرون أثناء توافدهم الى الساحة راجلين بمجموعة من نقاط التفتيش التي تمركزت عند مداخل الساحة من ثلاث جهات، فيما أغلقت جسور الجمهورية والسنك والأحرار الرابطة بين جانبي الكرخ والرصافة أمام المتظاهرين. وقال أحد عناصر القوات الأمنية المشرفة ل «الحياة» إن «إخضاع المتظاهرين لمراحل من التفتيش يهدف الى حمايتهم من أي اعتداء خارجي». وأقامت الأجهزة الأمنية حاجزاً من الأسلاك الشائكة عند مدخل جسر الجمهورية لمنع المتظاهرين من تجاوزه باتجاه المنطقة الخضراء. وأدى متظاهرون صلاة جماعية سنية وشيعية على أرواح ضحايا تظاهرة جمعة الغضب الذين سقطوا الأسبوع الماضي. وعلى هامش تظاهرة «يوم الكرامة» في ساحة التحرير أقام عدد من الفنانين معارض صور وكاريكاتور، فيما قدمت فرقة مسرحية جوالة تتكون من أربعة شباب عرضاً حول حقوق الطفل. وقال قيس الالوسي، رئيس الفرقة، ل»الحياة» إن «الطفل لا يستطيع أن يخرج في التظاهرات للتعبير عن رأيه أو المطالبة بحقوقه، فتبنت الفرقة عرضاً يعبر عن مطالب الأطفال وحقهم في التمتع بالحقوق المدنية التي يتمتع بها أقرانهم في باقي الدول». وأضاف: «جسدنا أحلام الطفولة المبعثرة المشتتة لنعبر عنها على شكل عرض مسرحي، وجئنا من مناطق متفرقة والتقينا عند نصب الحرية لتقديم العرض». وظهر مجموعة من الأطفال مع ذويهم وهم يرفعون شعارات يطالبون فيها الحكومة بحقوقهم. في الفلوجة، تظاهر المئات أمس، مطالبين بإقالة المجلس المحلي في المدينة وتوفير الخدمات وإطلاق سراح المعتقلين. ورددوا شعارات مناوئة للحكومة احتجاجاً على سوء الخدمات، مطالبين ب «الإصلاح الإداري ومحاربة الفساد، وبالوحدة بين مكونات الشعب». في الضلوعية (محافظة صلاح الدين) تظاهر المئات أمس للمطالبة بحل المجلس البلدي ووقف عمليات الاعتقال العشوائي وخفض أسعار الوقود، مرددين هتافات تدعو إلى نبذ الطائفية، فيما أكد منظم التظاهرة تعرضه للتهديد. في الحلة، مركز محافظة بابل، تجمع نحو 300 شخص بينهم رجال دين أمام مبنى مجلس المحافظة ورفع بعضهم صوراً لأصبع مبتور كتب عليها «نحن نادمون» في إشارة الى الانتخابات. وردد المتظاهرون هتاف «كلكم حرامية»، وحملوا لافات تطالب بحل مجلس المحافظة، فضلاً عن النهوض بالواقع الخدمي وتوفير فرص العمل. في الديوانية تجمع المئات أمس قرب جامع المصطفى وكان معظم الحضور من الأدباء والفنانين، إضافة إلى مجموعات شبابية. ورفعوا مطالب، منها تغيير المحافظ وأعضاء مجلس المحافظة ومحاسبة الفاسدين وتحسين وتوسيع مفردات البطاقة التموينية، وإيجاد حل عاجل للعاطلين من العمل من طريق إعادة نظام التعيين المركزي، وإلغاء الرواتب التقاعدية الممنوحة لأعضاء مجلس النواب ومجالس المحافظات والمجالس البلدية. ونظم الآلاف من أهالي محافظة السليمانية أمس اعتصاماً في ساحة السراي وسط المحافظة، للمطالبة بتوفير الخدمات وإصلاح النظام السياسي في إقليم كردستان العراق، فيما أعلن المجلس الموقت للمتظاهرين بدء اعتصام مفتوح اعتباراً من اليوم. في العمارة مركز محافظة ميسان فرضت إجراءات أمنية مشددة وأغلق أحد الجسور القريبة من مبنى المحافظة، ولدى محاولة عدد محدود من المتظاهرين التجمع في ساحة النصر القريبة فرقتهم قوات الشرطة بذريعة عدم الحصول على موافقة. في السماوة، تجمع أكثر من مئة شخص وسط المدينة مطالبين بتحسين الخدمات وإيجاد وظائف وسط هتافات «كذاب كذاب نوري المالكي». وألقى ناجي متعب، كلمة طالب فيها «بإقالة الحكومة المحلية ومحاربة الفساد»، واستنكر «قرارات الاعتقال والتهديد التي طاولت المتظاهرين». وفي النجف، تجمع مئات من منظمات المجتمع المدني بينهم عدد كبير من النساء في ساحة الصدرين وسط المدينة، مطالبين بتحسين الخدمات ومعالجة البطالة ومحاربة الفساد. ورفع المتظاهرون لافتات كتب على إحداها «نحن براء من جميع الأحزاب» و «بطالة في بلد الخيرات» و «قلتم جئنا لنخدم فأصبحتم سادة في بلد الخدم». وأطلقوا هتافات عدة بينها «يا رئيس الوزراء أين حق الفقراء». في مدينة الناصرية مركز محافظة ذي قار خرج المئات من المتظاهرين متجمعين وسط ساحة الحبوبي واتجهوا الى مبنى محافظة ذي قار مروراً بشارع الكورنيش. وشارك في التظاهرة اتحاد الأدباء والكتاب وبعض ورفعوا تطالب منها بتخصيص نسبة مئوية من صادرات النفط للشعب في شكل مباشر، وإلغاء منحة النفط من الفائض النفطي و تحسين وتوسيع مفردات البطاقة التموينية. وتجمع مئات المتظاهرين في ساحة الزعيم عبد الكريم قاسم وسط البصرة أمس وانطلقت التظاهرة في ظل إجراءات أمنية مشددة، تضمنت فرض حظر على سير المركبات والدراجات النارية، إضافة إلى إغلاق جميع الجسور والطرق الفرعية والرئيسة المؤدية إلى مقري مجلس المحافظة، وأفاد شهود أن «القوات الأمنية اضطرت الى فض التظاهرة بالقوة وقامت قوات مكافحة الشغب بتفريق المتظاهرين باستخدام الماء».