للأسبوع الثالث على التوالي، خرجت مسيرات شعبية بعد صلاة ظهر الجمعة في عمان والمدن الكبرى تطالب باستقالة حكومة سمير الرفاعي وخفض الأسعار ومحاربة الفساد وإجراء إصلاح سياسي، فيما استبق رئيس الحكومة المسيرات بالإعلان مساء الخميس عن زيادة رواتب الموظفين والمتقاعدين 20 ديناراً شهرياً وتثبيت أسعار الكهرباء والغاز ودعم الأعلاف. وانطلقت كبرى المسيرات في عمان من مسجد الحسيني الكبير وسط العاصمة بمشاركة عشرة آلاف شخص، يتقدمهم قادة أحزاب المعارضة، خصوصاً حزب جبهة العمل الإسلامي وقادة النقابات المهنية. وتعاملت قوات الأمن مع المتظاهرين بكل لطف ووزع رجال الشرطة زجاجات المياه المبردة والعصير على المتظاهرين. وفي نهاية المسيرة، ألقيت كلمات باسم النقابات المهنية وأحزاب المعارضة طالبت برحيل الحكومة و «تغيير النهج السياسي من أجل فصل التجارة عن السياسة» وإنجار إصلاحات سياسية تقوم على الفصل بين السلطات والكشف عن مواطن الفساد وإقالة الحكومة وتشكيل حكومة تمثل قوى المجتمع. ورفع المتظاهرون الأعلام الأردنية وصور العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، وهتفوا بسقوط الحكومة ومجلس النواب. وردد المتظاهرون «ع المكشوف ع المكشوف، حكومة ما بدنا نشوف». وفي الكرك (135 كيلومتراً جنوب عمان)، خرجت مسيرة من المسجد العمري بمشاركة كبيرة من القوى والأحزاب السياسية، وفي مقدمها الحركة الإسلامية للمطالبة برحيل الحكومة وحل مجلس النواب وخفض الضرائب. وهتف المتظاهرون: «مثل تونس عنا كثير ... عائلات بدها تغيير». وقدر عدد المشاركين في المسيرة بألفي شخص. وكانت مدينة ذيبان (60 كيلومتراً جنوب عمان) التي انطلقت منها مسيرة قبل أسبوعين، على موعد مع تظاهرة جديدة امس انطلقت من أمام مسجد ذيبان الكبير بمشاركة ألف شخص. وهتف المتظاهرون بسقوط الحكومة وحل مجلس النواب ووقف تهميش المحافظات وخفض الأسعار والضرائب. وفي مدينة إربد، خرج مئات المتظاهرين من المسجد الهاشمي مطالبين برحيل الحكومة ومنتقدين موقف مجلس النواب بإعطاء الثقة للحكومة، وهتفوا قائلين: «بدنا بدنا استقلال ... عن شركة الكابيتال». ولم تشهد المسيرة حضوراً كثيفاً للحركة الإسلامية التي توجه أبناؤها للمشاركة في مسيرة العاصمة. وألقى النائب صلاح الزعبي كلمة طالب فيها الحكومة بالاستقالة. كما انطلقت مسيرة مماثلة وسط مدينة الزرقاء من أمام مسجد عمر بن الخطاب بحضور المئات من أبناء المدينة رافعين الأعلام الأردنية وصور الملك عبدالله الثاني، ومطالبين برحيل الحكومة وخفض الأسعار. ولوحظ وجود أشخاص في مسيرة أخرى هتفوا «هذا الأردن أردنا... وأغلى منه ما عنا». واختلف المشاركون في المسيرتين في الهتافات ضد الحكومة، لكنهم توحدوا في رفع صور الملك والهتاف للأردن. وانطلقت مسيرة سلمية من أمام مسجد الطفيلة الكبير سارت باتجاه مجمع السفريات الخارجية بمشاركة مئات من المواطنين الذين هتفوا مطالبين بسقوط حكومة الرفاعي وتحسين الأحوال المعيشية.