نعت مراكز شيعية في لندن امس آية الله الشيخ مرزا علي الغروي التبريزي، الذي كان من ابرز العلماء في النجف وتلامذة آية الله العظمى الراحل أبو القاسم الخوئي. واتهمت هذه المراكز السلطات العراقية باغتياله مع ثلاثة من مرافقيه ليل الخميس - الجمعة في ما وصفته بأنه "مسلسل التصفيات الدموية لفقهاء الاسلام وعلمائه البارزين". وأوضحت مصادر شيعية في لندن ل "الحياة" في ضوء معلومات أكدت انها حصلت عليها بعد اتصالات هاتفية اجرتها مع النجف ان عملية الاغتيال نفذت في اثناء عودة الغروي من زيارة لمرقد الإمام الحسين في كربلاء الى مقره في النجف الأشرف. وعند مشارف كربلاء تعرضت سيارته لهجوم مسلح في ما يبدو أدى الى قتله مع مرافقيه الثلاثة وهم صهره الشيخ محمد علي الفقيه، وهو لبناني، ومرافقه الخاص السيد فرج وسائقه "أبو خليل". وتابعت المصادر ذاتها ان ذوي آية الله المغدور شعروا بالقلق بعد حلول منتصف الليل دون ان يعود الى منزله فخرجوا بسيارة متجهين نحو كربلاء، وكان ان عثروا على سيارته وفيها القتلى. واثر ذلك ابلغوا الشرطة بالحادث فنقلت الجثث الى كربلاء أولاً ثم دفنتها في المقبرة العامة المعروفة ب "وادي السلام" في النجف ولم تسمح باجراء مراسم التشييع. وجاء في بيان ل "مؤسسة الامام الخوئي الخيرية" في لندن ان معلوماتها تفيد ان عناصر من جهاز الاستخبارات العراقية كانت في سيارة تعرضت للسيارة التي كان يقلها الغروي ثم خرج اثنان من العناصر واطلقا النار عليه ومرافقيه. وأوضح البيان ان الغروي كان "واحداً من مراجع الدين العظام، قضى عمره الشريف الذي ناهز السبعين عاماً في خدمة الدين والعلم والانسانية ، طالباً وباحثاً ومحققاً مجداً، واستاذاً بارزاً في الحوزة العلمية الدينية في النجف الاشرف، ويعتبر من أبرز تلامذة سماحة الإمام الراحل السيد أبو القاسم الموسوي الخوئي". واعتبر الأمين العام ل "مركز أهل البيت الاسلامي" في لندن السيد محمد بحر العلوم اغتيال المراجع الشيعية في النجف "ظاهرة خطيرة تدعو كل العالم المهتم بحقوق الانسان الى العمل الجدي لوضع حد لهذه الاعمال الاجرامية التي تطاول الجامعة الدينية واعلامها الابرار منذ وصول هذا النظام العراقي الحالي الى سدة الحكم". ولفت بيان اصدره المركز في هذا الخصوص الى ان "صفوة كبيرة من العلماء المعروفين في الحوزة العلمية ... ما زالوا مفقودي الأثر منذ الانتفاضة" في آذار مارس 1991. واستنكر السيد حسين الصدر، عميد المعهد العلمي في لندن، اغتيال الغروي، مشيراً الى انه كان "تولى المرجعية الدينية بعد وفاة المرجع الكبير آية الله العظمى السيد السبزواري". واعتبر الصدر، في بيان اصدره امس، الحادث جزءاً من "جرائم الاغتيال والتصفية لرموز الاسلام ومراجعه العظام وعلمائه العاملين". وأشار البيان الى مراجع اخرى اغتيلوا في العراق كان آخرهم الشيخ مرتضى البروجردي الذي قتل قبل اشهر في النجف.