السيد المحرر، بعد التحية، التفسيرات العميقة التي اسهب في تحليلها الكاتب محمد السيد سعيد في 3/6/98 خير دليل على ان كرامة الأمم واستقلالية القرار لا تشترى بالمال والمساعدات، فرغم ما للمساعدات الاميركية من أهمية بالغة على اقتصاد الشقيقة الكبرى مصر وعلى رغم الحملات الاعلامية الرامية لتفتيتها، والتباكي على حقوق الانسان استطاعت الشقيقة الكبرى ان تقول "لا" اكثر من مرة لسيدة القوة كما عدد المقال. ان استطاعت مصر وباكستان منفردتين عدم الرضوخ لسياسات الهيمنة الاميركية واستطاعت "الحديقة الخلفية" لأميركا بتجمعها مؤخراً في تشيلي على قول "لا" وتمكنت المصالح الأوروبية من انتزاع استثناء من قانون "داماتو" الذي لا يخلو من وقاحة على حد وصف بلليترو في مقاله الأخير في "الحياة"، فكيف لا تستطيع الامم الاسلامية ان تقول "لا" مجتمعة؟... فما فائدة القمم الاسلامية والعربية إن لم تستطع حماية شعوبها ومصالحها. إنني أوجه دعوة وجدانية تعكس مشاعر كل عربي ومسلم غيور حطمه اليأس وفتته الاحباط من الواقع المرير ان يترجم قادة المسلمين قراراتهم الى أفعال تتمثل في: 1- تأسيس "صندوق النقد الاسلامي" للوقوف كندّ أمام "صندوق النقد الدولي" الذي ما هو إلا ذراع للغرب أثبت قدرة فائقة على تحجيم الاقتصاديات الاسلامية واشعال الفتن الشعبية. 2- تأسيس "حلف ناتو اسلامي" قادر على ردع الهند واريتريا وتركيا واوغندا واستعادة القدس الشريف، فالدول الاسلامية لا تنقصها الموارد البشرية والمادية بقدر ما تنقصها الارادة السياسية