اسمرا، اديس ابابا، كارديف - "الحياة"، أ ف ب، رويترز - قلل الرئيس الاريتري اساياس افورقي من اهمية الاتفاق مع اثيوبيا على وقف الغارات الجوية المتبادلة بين البلدين، فيما كرر وزير الخارجية الاثيوبي سيوم مسفين ان السلام وارد فقط اذا وافقت اريتريا علي سحب قواتها من أراضٍ اثيوبية. واعلنت اثيوبيا أمس ان الرحلات الجوية الى ثلاث مدن شمالية ستستأنف ابتداء من اليوم في مؤشر الى انحسار رقعة القتال مع اريتريا. واعتبر افورقي في مقابلة مطولة بثها التلفزيون الاريتري ليل الاثنين ان الاتفاق على وقف الغارات الجوية "ليس سوى خطوة اولى، ولا يعني سلاماً حقيقياً. انه فقط وقف جزئي للمعارك". واكد انه تلقى اتصالاً هاتفياً من الرئيس الاميركي بيل كلينتون الذي طلب منه وقف تلك الغارات. وقال: "نحن على ارضنا وقواتنا في موقف دفاعي". واعرب عن اسفه لمقتل مدنيين اثيوبيين خلال الغارات الجوية الاريترية على مدينتي ميكيلي واديغرات. وزاد: "نفّذنا بنجاح غارات على المنشآت العسكرية الاثيوبية في ميكيلي واديغرات وللأسف قتل مدنيون"، وتابع انهم لم يكونوا هدفاً للغارات الاريترية. ونفى الرئيس الاريتري ان يكون الجيش الاثيوبي اوقع 10990 ضحية بينهم 4100 قتيل في صفوف الاريتريين منذ بدء النزاع وفقاً لتقرير اثيوبي. واكد وزير الخارجية الاثيوبي ان حكومته تؤكد ثقتها فى خطة السلام الاميركية - الرواندية وترفض كثرة المبادرات السلمية. وقال في مؤتمر صحافي مساء الاثنين ان "قمة منظمة الوحدة الافريقية التى عقدت فى واغادوغو اقرت خطة السلام الاميركية - الرواندية ما يدل على ان افريقيا والمجتمع الدولي يعتبران ان على البلدين قبول الاقتراح وتسوية النزاع سلماً"، مذكراً بأنه لا توجد مبادرة اخرى منفصلة. ورأى مسفين ان "تعدد المبادرات سيعرض عملية السلام للخطر"، موضحاً ان الحكومة الاثيوبية ترحب بما عرضته مصر من مساع حميدة لحل الازمة سلماً. وذكر الوزير ان "الحكومة الاثيوبية لا تريد اعادة التفاوض على خطة السلام ولا تفكر فى الجلوس الى طاولة مفاوضات مع اريتريا الا بعد انسحاب الجيش الاريتري من الاراضى الاثيوبية التى يحتلها". وتنص الخطة الاميركية - الرواندية على انسحاب القوات الاريترية وتشكيل لجنة فنية لترسيم الحدود بين البلدين. وندد مسفين ب "مناورات اسمرا التى حاولت كسب دول الشرق الاوسط الى قضيتها مثيرة الريبة والشكوك بطلب مساعدة عسكرية، الا انها كانت محاولة فاشلة لأن هذه الدول ادركت التغييرات الجوهرية التي اجرتها اثيوبيا لإقامة شراكة بناءة". واضاف ان "اثيوبيا ركيزة للسلام وواحة للأمل فى منطقة تعصف بها الاضطرابات". وبثت الاذاعة الاثيوبية بعد يوم على اتفاق لوقف الغارات الجوية رعته الولاياتالمتحدة، ان شركة الطيران الاثيوبية ستعاود رحلاتها الي مدن ميكيلي واكسوم وشيري التي تقع في مدى الطيران الحربي الاريتري. لكن مراسلين لوكالة "رويترز" قرب جبهة القتال أفادوا ان اثيوبيا لا تزال تنقل تعزيزات الى الحدود. وان 22 شاحنة يحمل كل منها حوالى 50 جندياً اتجهت الى جبهة باديمي الاثنين، وشوهدت اربع شاحنات اخرى أمس. الى ذلك افادت صحيفة "اثيوبيان هيرالد" الحكومية الصادرة في اديس ابابا أمس ان لجنة السجون والشرطة الاتحادية أمرت الاريتريين المقيمين في اثيويبا بأن "يسلموا اسلحتهم التي يملكونها بصورة قانونية او غير قانونية". وجاء في بيان اصدرته اللجنة ان "على الاريتريين الذين يملكون اسلحة ان يسلموها شخصياً الى أقرب مركز للشرطة" اعتباراً من امس. واوضحت اللجنة انها اتخذت القرار لأسباب تتعلق ب "أمن الدولة"، واكدت انها ستتخذ كل الاجراءات اللازمة ضد الاريتريين الذين لا يلتزمون به. وينص القانون الاثيوبي على معاقبة من يحمل الاسلحة بطريقة غير قانونية بالسجن فترات تتراوح بين 5 سنوات و25 سنة. ودعت اديس ابابا الى تقديم مساعدة عاجلة ل 143 الف اثيوبي هُجّروا بسبب النزاع مع اريتريا. وطلبت "اللجنة الاثيوبية لمنع الكوارث" من المانحين المحليين والدوليين تقديم مساعدات لضحايا "عدوان الحكومة الاريترية". واوضح مسؤول اللجنة سيميون ميشالي ان المناطق الاكثر تأثراً هي تيغري شمال وعفار شمال شرق. وقال ان عدد المهجرين قد يصل الى 300 ألف شخص. في كارديف حض زعماء الاتحاد الاوروبي اثيوبيا واريتريا امس علي وقف النار والسعي الى تسوية سلمية لصراعهما الحدودي. واوضح قادة الدول الاوروبية ال 15 في ختام اجتماعاتهم انهم قلقون للوضع المتوتر في القرن الافريقي وانهم يناشدون البلدين الجارين وقف اطلاق النار فوراً وبدء محادثات لحل نزاعهما الحدودي. وتابع بيان للقادة ان "المجلس الاوروبي يشيد بالاستعداد لوقف الهجمات الجوية، لكنه يدعو الجانبين الي استئناف المفاوضات، ويؤكد ضرورة تسوية النزاع بالوسائل السلمية"