نانت فرنسا - "الحياة"، أ ف ب - لأن البرازيل هي بطلة العالم، فمن الطبيعي أن يرى المغرب في لقائه معها اليوم الساعة 00،19 بتوقيت غرينيتش في نانت، استحقاقاً قائماً بذاته. الى ذلك فإن الاستحقاق شبه مصيري حيث تملك البرازيل ثلاث نقاط في جعبتها من فوز غير مقنع على اسكتلندا 2-1 وتريد ان تضمن الدور الثاني مباشرة، في حين يملك المغرب نقطة واحدة من تعادل غير عادل مع النروج 2-2 كان يفترض ان ينتهى بفوز نورالدين النيبت وزملائه على ضوء العرض الرائع الذي قدموه أفراداً ومجموعة. وسيحضر المباراة ولي العهد المغربي سيدي محمد. ومن حق مدرب البرازيل ماريو زاغالو ان يتخوف مفاجأة يحققها المغرب على حساب منتخبه ضمن المجموعة الاولى، وهو يقول: "المنتخب المغربي هو الافضل حتى الآن في المونديال، لقد اعجبتني الطريقة التي اعتمدها ضد النروج حيث امتاز لاعبوه باللمسات الفنية والسرعة، ولا شك ان مهمتنا لن تكون سهلة". لكنه اضاف: "أعتقد بأن ثمة ثغرة في خط الدفاع وبامكاننا استغلالها". وبالفعل، قدم المنتخب المغربي بقيادة صانع العابه المتألق مصطفى حجي وصخرة الدفاع نورالدين النيبت عرضاً رائعاً وتمكن من خلخلة دفاعات النروج بسهولة، لينتزع تعادلاً ثميناً من أحد المنتخبات المرشحة لانتزاع البطاقة الثانية في المجموعة اذا اعتبرت البرازيل شبه ضامنة البطاقة الاولى. من جانبه، يعترف مدرب المغرب الفرنسي هنري ميشال بأن هدف منتخبه الحصول على نقطة واحدة من ابطال العالم قبل اللقاء الاخير ضد اسكتلندا. ولعب منتخب المغرب مباراة مفتوحة ضد النروج، ومن المرجح ان يميل اكثر الى الدفاع ضد نظيره البرازيلي لأن فتح المساحات امام رونالدو ورفاقه مهمة انتحارية. وسبق لميشال ان واجه البرازيل مرتين مدرباً في النهائيات عام 1986 وخرج منتخبه الفرنسي متفوقاً بركلات الترجيحي 5-4 الوقتان الاصلي والاضافي 1-1 في مباراة مشهودة في غوادالاخارا المكسيك، لكنه خسر وهو مدرب للمنتخب الكاميروني في المونديال الاخير صفر-3، فضلاً عن انه قاد المنتخب الاولمبي الفرنسي الى احراز ذهبية اولمبياد لوس انجليس 1984 على حساب البرازيل بالذات 2-صفر. ويعرف ميشال ملعب "لابوجوار" في نانت جيداً لأنه أمضى معظم حياته لاعباً في صفوف نادي نانت. وفي الجانب البرازيلي، فإن التغيير الوحيد الذي سيطرأ على التشكيلة التي خاضت المباراة الافتتاحية ضد اسكتلندا سيكون اشراك صانع الالعاب ليوناردو مكان جيوفاني غير الموفق. ويقول زاغالو في هذا الصدد "دخول ليوناردو سيعطي ايقاعاً وسرعة أكبر للمنتخب خصوصاً في ما يتعلق بربط خط الوسط بخط الهجوم". ولم يقدم المنتخب البرازيلي عرضاً كبيراً في مباراته الاولى لكن النقاط الثلاث التي احرزها ستعطيه بلا شك دفعاً معنوياً عالياً قبل لقاء المغرب. وخاض اساسيو المنتخب أول من أمس مباراة ودية ضد الاحتياطيين وفازوا 5-1، وسجل بيبيتو ثلاثة اهداف مقابل هدف واحد لكل من رونالدو وليوناردو. والتقى المغرب والبرازيل ودياً في تشرين الاول اكتوبر الماضي في بيليم البرازيل وفازت البرازيل بهدفين متأخرين لدنيلسون. وفي بوردو الساعة 30،15 بتوقيت غرينيتش، ضمن المجموعة الاولى أيضاً، ستكون مباراة اسكتلندا والنروج مصيرية للاول لانه لا يملك أي نقطة وخسارة ثانية ستبدد آماله نهائياً في بلوغ الدور الثاني للمرة الاولى في تاريخه، وسهلة للثاني نسبياً. واذا ما انتزع النقاط الثلاث قد يضع قدماً في الدور الثاني. والمباراة ستكون "بريطانية" الطابع لأن المنتخبين يعتمدان الكرات العالية واللياقة البدنية العالية للاعبين، وقد يلجأ مدرب اسكتلندا كريغ براون الى بعض التغييرات، وقال: "قد يحصل تعديل على التشكيلة التي ستلعب ضد النروج لان اسلوبها يختلف عن البرازيل تماماً". يذكر ان المنتخب الاسكتلندي يتمتع بتنظيم دفاعي ممتاز وتشير الاحصائيات الى انه منذ بدأ براون تدريبه لم تهتز شباكه باكثر من هدفين في مباراة واحدة طوال اربع سنوات. وسيطرأ على التشكيلة النروجية أيضاً بعض التعديلات منها ما هو تكتيكي ومنها ما هو عقابي، ذلك لأن المدافع هينينغ بيرغ ضبط بالجرم المشهود مع زميله اريك ميكلاند في إحدى علب الليل ولم يعودا الى الفندق إلا في ساعات الفجر الاولى قبل يومين، وربما يعاقبهما المدرب بالابعاد. وباتت مسألة عدم تسجيل النجم البرازيلي رونالدو أي هدف في مبارياته الدولية الاربع الاخيرة موضوعاً اساسياً في الايام الاخيرة. وقد سجل رونالدو آخر هدف له في مرمى المانيا 2-1 في 25 آذار مارس الماضي، لكن المعني لا يكترث أبداً ويقول "لا تقلقوا بشأني". وأوضح رونالدو: "لست قلقاً على الاطلاق، صحيح أني اضعت بعض الفرص في الآونة الأخيرة لكن الامر ليس مهماً، وما هو مهم أن يسجل المنتخب أكان عن طريق رونالدو أو غيره". واضاف: "انا مستعد للتضحية من اجل المنتخب وليس هناك أي مشكلة من هذه الناحية، لا تقلقوا ابداً بشأني، كنت اعرف قبل المجيء الى المونديال بأني سأكون مراقباً بشكل خاص، وضد المغرب اعرف جيداً بأني سأكون مضطراً للتراجع الى منتصف الملعب كما فعلت ضد اسكتلندا". وعن صراعه المحتمل على لقب هداف المونديال وبالتحديد مع الالماني اوليفر بيرهوف قال: "صحيح انه هزمني في المعركة على صدارة الهدافين في بطولة ايطاليا 27 هدفاً للألماني مقابل 25 للبرازيلي وسيكون ربما احد افضل الهدافين في المونديال الحالي، أما أنا فأريد ان احرز بطولة العالم وهنا الفارق بيني وبينه، المهم بالنسبة اليّ هو الكأس وليس لقب الهداف". وعندما سئل عن مرشحه للفوز بكأس العالم لم يتردد رونالدو في الاجابة: "البرازيل".