حذر حلف شمال الاطلسي الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش من انه لن "يكتفي" بالمناورات الجوية التي سيجريها اليوم الأحد في البانياومقدونيا، اذا استمرت القوات العربية بأعمال العنف ضد البان اقليم كوسوفو. في الوقت نفسه اعلن وزير الدفاع الاميركي وليم كوهين ان الاطلسي ليس في حاجة الى موافقة مجلس الأمن الدولي على اي تحرك عسكري له في كوسوفو. وهدد الرئيس الفرنسي جاك شيراك بالتدخل عسكرياً لوقف اعمال العنف في الاقليم اليوغوسلافي. وفي بون، حذر وزير الدفاع الالماني فولكر روهي ميلوشيفيتش من ان الاطلسي "لن يكتفي بالمناورات الجوية" في حال استمرار اعمال العنف فى كوسوفو. وقال الوزير الالماني في مقابلة مع صحيفة بيلد "اذا لم يتوقف ميلوشيوفيتش فورا عن التطهير الاتني الاجرامي سواء بالابعاد او التصفية واذا لم يكن مستعدا للقبول بحل سياسي فاننا لن نكتفى بالمناورات الجوية". واضاف روهي ان المناورات الجوية المقررة اليوم الاحد لدول الحلف الست عشرة فى البانياومقدونيا لاظهار قوة وقدرة الحلف على الرد سيكون "انذارا جديداً" واضحاً فحسب. وأوضح الوزير الالماني ان المجتمع الدولي لا ينتظر ضغوطا دولية وسياسية على بلغراد فحسب بل ينتظر من حلف شمال الاطلسي ايضا ان يستعد لتدخل فعلي لمصلحة السكان المهددين. ودعا الاطلسي الرئيس اليوغولاسلافي الى الالتزام بوقف العنف الذي طلبته مجموعة الاتصال الخاصة بيوغوسلافيا السابقة المانيا والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وايطاليا وروسيا في اقليم كوسوفو فى مهلة اقصاها الاثنين، والا فانه سيواجه اعمالاً عسكرية وحظراً جوياً يفرض على الطيران اليوغوسلافي. وفي كوبنهاغن أكد وزير الدفاع الاميركي وليام كوهين أمس السبت في كوبنهاغن ان موافقة مجلس الامن الدولي على تحرك عسكري لحلف شمال الاطلسي في كوسوفو ليست ضرورية. وقال كوهين خلال مؤتمر لوزراء دفاع دول البلطيق ودول الشمال: "نعتقد انه ليس مطلوبا ولا ضروريا عرض" قضايا حلف شمال الاطلسي الامنية على الاممالمتحدة. وأوضح كوهين الذي وصل الى كوبنهاغن الجمعة قادما من بروكسيل حيث عقد اجتماعا مع وزراء دفاع الحلف الاطلسي ان الاجماع داخل الحلف حول هذه المسالة ضروري، معترفاً بأن هناك خلافات في الراي في هذا الخصوص. وقال: "ان حلف شمال الاطلسي ليس مضطرا للحصول على تفويض من مجلس الامن الدولي". وأضاف: "نعتقد انه امر مرغوب فيه. انه التفويض مفيد جدا، ويساعد كثيرا ويظهر ان هذا النوع من التحرك يلقى دعما اجماعيا، لكن الحلف الاطلسي ليس مجبرا على ان يستمد سلطته من الاممالمتحدة في كل مرة"، مشيراً الى ان الحلف "يجب ان يتمكن من اتخاذ قراراته الخاصة". أما شيراك، فطالب بپ"وقف العمليات العسكرية" و"عدوان الصرب" في كوسوفو مندداً بما يبدون من "رغبة في التطهير العرقي"، وهدد بالتدخل العسكري. وصرح الرئيس الفرنسي بعد لقاء استمر ساعة تقريبا في قصر الاليزيه مع زعيم البان كوسوفو ابراهيم روغوفا ان "الجميع يرون بوضوح أن هناك تدخلا وحشيا من جانب الصرب يترجم بنزوح سكان كوسوفو ونزاعات وسقوط قتلى وجرحى وبرغبة في الواقع في التطهير العرقي مجددا". وأضاف: "يجب استخدام كل وسائل الضغط الضرورية بما فيها الوسائل العسكرية لاحلال السلام"، مؤكداً انه "اذا استمر ذلك، فسيكون هناك خطر كبير في أن يمتد النزاع الى جميع دول البلقان". وشكر روغوفا الذي تحدث باللغة الفرنسية، الرئيس شيراك لاستقباله له وقال "انه يوم كبير لسكان كوسوفو". واضاف "على رغم الوضع الصعب، نحن واثقون من ان الغرب متحد لانقاذ الوضع في كوسوفو وحماية شعب كوسوفو ووقف النزوح". وأكد ان "هناك اكثر من ثمانين الف نازح داخل البلاد واكثر من عشرين الفا فروا الى البانيا"، مشيراً الى انه "اذا لم تتخذ اجراءات وقائية فان النزاع سيؤدي الى زعزعة الوضع في البانياومقدونيا وربما في اليونان ودول اخرى". وردا على سؤال حول ما اذا كان مستعدا للتفاوض، قال "في مثل هذا الوضع، يصعب اجراء محادثات. ان المسالة المطروحة حاليا تتعلق ببقاء شعب كوسوفو". وتابع "لا بد من وقف العمليات الصربية ونزوح السكان ولا بد من ايجاد مناخ يسمح بنجاح المفاوضات". وقال روغوفا "لا بد من ايجاد حلول عن طريق المفاوضات ومن الافضل ان نتحادث قبل وقوع الكارثة لا بعدها". يذكر ان الاعضاء الپ16 في حلف شمال الاطلسي اتخذوا، خلال اجتماع طارئ لمجلس الحلف الدائم على مستوى السفراء القرار الخاص بتنظيم مناورات جوية بعدما اعطت مقدونيا موافقتها على اجرائها في الليلة نفسها. وقال احد مسؤولي الحلف ان هذه المناورات الجوية تهدف الى اظهار "قوة" و"قدرة الرد" للحلف الاطلسي كما تمكن من تهديد بلغراد تهديداً واضحاً باحتمال القيام بعملية عسكرية اذا لم تضع العاصمة الصربية حداً للعنف في كوسوفو في اسرع وقت.