كابول - أ ف ب - يتابع العالم كله مونديال فرنسا بواسطة النقل التلفزيوني ما عدا سكان كابول. فهم محرومون، بخلاف البلايين الذين يتسمرون امام تلفزيوناتهم، من متعة مشاهدة مباريات كأس العالم بسبب الأنظمة التي فرضها نظام حركة طالبان الاسلامية في العاصمة الأفغانية. فالحركة التي فرضت سيطرتها على كابول في أيلول سبتمبر 1996 تشددت في تطبيق الشريعة الاسلامية في مناطق نفوذها التي تشكل ثلثي أفغانستان. وحظرت الأنظمة التي فرضتها طالبان الصور والافلام والرسوم لاعتبارها أن أي تجسيد للكائنات الحية يشكل عملا وثنياً مخالفاً للاسلام. أمام هذا الواقع، لا يجد أبناء كابول سوى الاستماع الى الاذاعات الأجنبية وسيلة لمتابعة وقائع كأس العالم، في غياب النقل التلفزيوني للمباريات. وتخضع الرياضة في أفغانستان لأنظمة متشددة وضعتها طالبان، ومنها فرضها على اللاعبين ارتداء قمصان طويلة الأكمام وسراويل طويلة، واجبارهم على اطلاق لحى طويلة وغير مشذبة، على غرار جميع الرجال في كابول، حيث يتولى رجال جمعية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الشرطة الدينية معاقبة من لا يتقيد بهذا التدبير. وطلبت الميليشيا الاسلامية من جميع المتفرجين أن يهتفوا "الله أكبر" عندما يشجعون الرياضيين وأن يمتنعوا عن التصفيق. واذا تزامنت مباراة رياضية مع وقت الصلاة، يجب أن تتوقف المباراة. وعلى اللاعبين والمتفرجين أن يستديروا ناحية القبلة ليؤدوا صلاة الجماعة. في المقابل، فإن التلفزيون غير ممنوع في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في شمال البلاد. ويفسح الأثرياء أو التجار في مزار الشريف في المجال أمام الراغبين في متابعة المباريات عبر الأقنية التلفزيونية العالمية أو محطات الدول المجاورة التي يلتقطون بثها بواسطة الصحون والهوائيات. ولا تزال كرة القدم اللعبة المفضلة لدى الأفغان الذين يعانون الحرب منذ نحو عقدين. ويعتبر نجم فرنسا السابق ورئيس اللجنة المنظمة الحالية للمونديال ميشال بلاتيني الرياضي الأجنبي الأشهر في أفغانستان. وقال الدكتور أحمد فريد، أحد آلاف المشجعين الذين تابعوا أول من أمس مباراة في كرة القدم على الملعب الوحيد الناجي في العاصمة الأفغانية: "من المؤسف ألا نتمكن من متابعة مباريات المونديال". وهذا الملعب بالذات، مخصص لتنفيذ الأحكام علناً بالمحكوم عليهم، بما فيها البتر للسارقين والاعدام رمياً بالرصاص أو بحد السيف للقتلة بواسطة أحد أفراد عائلاتهم.