تتطلع افغانستان الى انتخابات حرة ونزيهة الشهر المقبل. ويؤكد مسؤولون على كافة المستويات بثقة حل ديمقراطي يمهد الطريق نحو مرحلة جديدة تتجاوز فترة الحروب والإرهاب. ويؤكد مستشارون في هيئة الأممالمتحدة العاملة في كابول على ان الانتخابات مفتوحة امام الجميع وأنهم يتوقعون اقبالاً كبيراً رغم القلق من عمليات عنف.. وصرح مسؤول في هيئات أمن وشرطة على تطبيق اجراءات واقية لحماية المقار الانتخابية وتوفير القوات المطلوبة في كل موقع. واشار السفير الأمريكي دونالد نيومان ان الولاياتالمتحدة تدعم الانتخابات والحل الديمقراطي في افغانستان وان عناصر العنف ستحاول بكل الطرق تهديد التصويت الديمقراطي المفتوح وقال ان القوات الامريكية وحلف «الناتو» ستساعد الشرطة والجيش الافغاني على تأمين عملية التصويت ومنع الارهاب من تحقيق اهدافه.. وأكد السفير دونالد على قدرة الشرطة الافغانية وقوات الجيش الافغاني من تأمين مقار الانتخابات واتاحة الفرصة امام المرشحين لدخول المجالس النيابية الجديدة في افغانستان. وتحدث السفير الامريكي الجديد لدى «كابول» عن قدرة الشعب الافغاني لعبور مرحلة الحرب والارهاب الى ضفة الاستقرار الديمقراطي. وأشار في لقاء معه أن التهديد الحالي وارتفاع عمليات ارهابية اخيرة لا يشكل خطورة قوية واعتبر ان الارهاب في افغانستان يلفظ انفاسه الاخيرة. ودعا دول الجوار الى التعاون. فقال ان الوجود الامريكي في افغانستان لا يهدد ايران وانما على العكس يحقق بعض الاهداف التي تسعى طهران الى تحقيقها مثل محاربة الارهاب والقضاء على المخدرات. واعترف السفير الامريكي بوجود نشاط للإرهاب على المناطق الحدودية مع باكستان وتأثير المدارس الباكستانية الدينية على عقول الشباب ومنهم جالية افغانية كبيرة لاجئة تعيش هناك. وقال ان التعاون مستمر مع السلطات الباكستانية لحل هذه القضايا. وقال مستشارون في حلف «الناتو» بأهمية توسع انتشار قوات ل 37 دولة في كافة بقاع أفغانستان مع التأكيد على البقاء الدائم وعدم ترك أفغانستان مرة أخرى فريسة للإرهاب والتدهور الأمني. وأكد هؤلاء على ضرورة التنمية لاستيعاب الأفغانيين مع وجود فرص للعمل والازدهار في البلاد. والتقت «الرياض» خلال رحلة في أفغانستان مرشحين للانتخابات التي ستجري الشهر المقبل.. ويدخل معركة الانتخابات عناصر من المجاهدين السابقين مثل عبدرب الرسول سياف زعيم حزب الدعوة الذي يدعو إلى تطبيق الشريعة الإسلامية ورفض مظاهر التغريب والالتزام بالشرع في كافة مناحي الحياة. وينضم إلى موكب المرشحين عناصر سابقة من «طالبان» أعلنوا التوبة وقبول المجتمع الأفغاني الجديد.. وتعترض مرشحة أفغانية هي جلالي حبيب على دخول عناصر (طالبان) إلى الانتخابات وتتهم الحكومة الحالية بعقد صفقات مرفوضة مع أعضاء نظام ارتكبوا الجرائم بحق الشعب الأفغاني. ويدخل الانتخابات عناصر ليبرالية وأخرى يسارية ترفض تحالفات الحكومة مع بعض عناصر (طالبان) والقوى المحافظة وتطالب بحق البرلمان في تشريعات جديدة تصوغ مستقبل أفغانستان على قواعد الديمقراطية وحقوق الإنسان. وتنتشر في أفغانستان شائعات عن الفساد وأسماء تتاجر في المخدرات وتمارس الجريمة والعنف والتهديد بالخطف. وتقول المرشحة جلالي حبيب ان عمليات الخطف زادت في أفغانستان كما ان الأمن الذي وعدت قوات التحالف بتحقيقه لم يحدث حتى الآن. وتدخل قائمة المرشحات أكثر من 500 امرأة أفغانية.. ولدى المجتمع الأفغاني قدرة على مساندة هذا التغيير الكبير.. وفي كل مكان تسمع داخل «كابول» ومدن أخرى الحديث عن الانتخابات وخطوات المصالحة مع عناصر من طالبان. وقال السفير الأمريكي رونالد نيومان ان عمليات العنف الأخيرة تحاول تهديد المجتمع الأفغاني لكنها لن تتمكن من ذلك. وتنتشر قوات «الناتو» في كل مواقع «كابول» مع دوريات مستمرة وخطط جديدة عن توسع في الشمال والجنوب معاً.. وهناك استراتيجية واضحة في وجود «الناتو» إلى أجل طويل تحت شعار مساندة الشعب الأفغاني حتى لا يعود الإرهاب مرة أخرى. وعند سؤال السفير الأمريكي عن وجود أسامة بن لادن والملا عمر زعيم طالبان قال بلغة عربية سليمة «الله أعلم». ورغم استمرار مشاكل أفغانستان في توفير الكهرباء والمياه والأمن، غير ان الجميع يضع أمله في حل الانتخابات وان كانت المعارضة المسلحة لا تريد سوى إنهاء الوجود الأجنبي وفرض وصايتها كما كان الأمر خلال حكم طالبان.