في زمن تكاثُر الموديلات التخصصية Niche من كل حدب وصوب، وإزدحامها بين الممتازة جودة وبين التي يغفر لها تواضعُ الثمن هفواتها، لا بد لصانع مثل بورشه، بنى شهرته منذ خمسين عاماً في قطاع السيارات الرياضية وحدها، من المحافظة على صورته التخصصية Specialist وسط زحمة التخصصيين "العموميين" Generalist. مع "911" كوبيه الجديدة، أثبتت بورشه الخريف الماضي أن الرحلة طويلة جداً بين دخول قطاع السيارات الرياضية... وبين ريادته تقنياً. فالتقدّم التقني ليس مجرّد أربعة صمامات للأسطوانة الواحدة، أو عمودَي كامات فوقيين أو نظام إدارة إلكترونية للبخ والإشعال. تلك تقنيات تجدها في الأوروبية والأميركية واليابانية وصولاً الى الكورية الجنوبية. الريادة التقنية تتمثّل في خيارات المعادن وعيارات قسوتها وخفّتها كما فعلت بورشه في "911" التي يتعايش فيها الفولاذ والألومينيوم والماغنيزيوم حسب الدواعي الوظيفية، وفي تصميم أنظمة تعليق تسمح للسيارة لا ببلوغ 280 كلم/ساعة فحسب، بل خصوصاً بإلصاقها بالأرض حتى تلك السرعات. وهي أيضاً في تصميم محرّك ممتاز صوتاً وتلبية، وعلب سرعات لا تقل جودة وتميّزاً وصولاً الى أصغر التفاصيل التي تمثّل في النتيجة محك جدّية تغنّي أي صانع بالجودة. ومثلما فعلت بورشه مع "911 كوبيه" عرضت "الحياة" تجربتها في 25/10/1997 ص13 وتمكن مراجعتها على صفحة PDF في موقع "الحياة" على إنترنت www.alhayat.com، تُطل اليوم "911 كابريوليه" بعدد من المزايا التي تخصّها بموقع تنفرد به في عالم السيارات الرياضية. الموقع الريادي الذي تنتمي إليه الماركة أساساً. أساليب التميّز طبعاً، تتوقّع من العنوان أن يكون التميّز في الغطاء الهيدرو-كهربائي القابل للفتح والإغلاق 20 ثانية بواحدة من طرق ثلاث، شرط أن تكون السيارة متوقفة: بزرّ خاص في لوحة القيادة، أو بإدارة المفتاح في الباب الى أبعد من الفتح/الإغلاق العادي إختصاراً لوقت إنتظار الإغلاق عند مغادرة السيارة مثلاً، أو بواسطة زر التحكّم من بُعد بالقفل المركزي. نعم، يمكنك تشغيل النظام قبل وصولك الى السيارة. وهو تجهيز أساسي قد لا يتوافر في بعض الأسواق. وعلى الرغم من أهمية هذه التقنية من ناحية الراحة والرفاهية والعملية، هناك تقنية أخرى تميّز أيضاً "911 كابريوليه" عن سائر السيارات الرياضية الأخرى، وعن الكابريوليه منها تحديداً: الوسادتان الهوائيتان الجانبيتان. فبفضل وضعية كل من الوسادتين الجانبيتين في جانب ظهر كل من المقعدين الأماميين وحجمها 30 ليتراً، تكفي كل وسادة لحماية الراكب الأمامي المحاذي لها، من الصدمات الجانبية من وركه الى ضلوعه صعوداً الى رأسه، وفي معزل عمّا إذا كان الغطاء مكشوفاً أو مغلقاً. وبينما تندرج الوسادتان المذكورتان في التجهيز الإضافي، يُشار الى أن الوسادتين الأخريين المواجهتين للسائق والراكب الأمامي هما من التجهيزات الأساسية كما في الكوبيه ورودستر "بوكستر". ومن ميزات الحماية الأخرى التي تستحق الذكر العارضتان الحاميتان للرؤوس من الإنقلاب، واللتان لا تخرجان من "مخبئهما" وراء المقعدَين الخلفيين إلا عندما تقترب السيارة من خطر الإنقلاب. وهو نظام ذكي ببساطته، إذ يعتمد راصدُ الثبات مبدأ "الزئبق": عند إنحراف الهيكل عمودياً فوق زاوية محددة، تتحرر العارضتان كل بواسطة نابضين لولبيين يدفعاها، فتنطلقان الى وضعية عليا تحمي رؤوس ركاب المقاعد الأربعة بفضل العارضتين في المؤخر وعارضتَي الزجاج الأمامي في المقدّم. الغطاء وإن رغبت في قيادة سيارتك أحياناً كما لو كانت كوبيه، يكفي تركيب الغطاء القاسي ألومينيوم من طبقتَين الذي توفره بورشه ضمن التجهيزات الأساسية. ومع أن الغطاء القاسي يتضمّن زجاجاً خلفياً مع مقاومة كهربائية لإزالة الرطوبة، فهو لا يزن أكثر من 32 كلغ، ما يسهّل على السائق تركيبه مع الراكب المرافق له مثلاً. أما الغطاء الطري الذي يستتر تماماً عند كشفه لا يترك نتوءاً بشعاً فهو يتضمّن مادة بلاستيكية للرؤية الخلفية تسهيلاً لطيّه، وقابل للغيار وحده من دون غيار الغطاء بكامله. من النواحي التجهيزية الأخرى، يتقاسم كوبيه "911" والكابريوليه معظم المواصفات الأساسية، من الهيكلية الأكبر من سابقتها بفارق واضح، مع زيادة مقاومة الهيكل للإلتواء والإنثناء نحو خمسين في المئة عن البنية السابقة، الى المقصورة الأوسع أيضاً مما مضى خصوصاً في المقدّم المقعدان الخلفيان أوسع مما مضى لكن من دون إستضافة أكثر من ولدَين، وصولاً الى المحرّك والعلبتين والتعليق وتجهيزات الحماية والرفاهية. خيارات التعليق ويتيح الكابريوليه خيارات التعليق المتوافرة مع شقيقه الكوبيه، أي ثلاثة عيارات أولها مضبوط لتمييل كفّة الراحة بمزيد من اللين مع عجلات 17 بوصة، والثاني مائل الى القسوة لهواة القيادة الرياضية القاسية مع عجلات 18 بوصة، بينما يمنح الثالث التعليق المائل الى اللين إنما مع عجلات ال18 بوصة. ويعتمد التعليق معدن الألومينيوم عموماً لخفض وزن العناصر غير المعلّقة وتحسين الثبات والرشاقة في آن. وهو مستقل في الجوانب الأربعة ومن نوع ماكفرسون في المقدّم مع أسطوانة تخميد غازيّة منحنية الى الداخل ويعلوها النابض اللولبي، مع سواعد ضبط للتوجيه. وفي المؤخّر ترتيب متعدد الوصلات بمثلثات عليا وأخرى سفلية، ونابض لولبي يحيط بأعلى كل من أسطوانتي التخميد الغازيتين. الحماية إضافة الى الوسادات الهوائية التي سبق ذكرها، تتميّز أيضاً تجهيزات الحماية في "911" بنظام الكبح الممتاز والذي يتألف من قرص مهوّأ لكل من العجلات الأربع، مع فك ألومينيوم من قطعة واحدة Monobloc caliper تتضمّن أربعة مكابس، بما يكفي لوقف السيارة كلياً خلال 6.2 ثانية من 100 كلم/ساعة، و2.4 ثانية من 160 كلم/س، و4.5 ثانية من 200 كلم/س. ويندرج مانع الإنزلاق الكبحي ضمن التجهيزات الأساسية، بينما يدخل مانع الإنزلاق الدفعي يتدخّل الكبح ويتضاءل البخ عن المحرّك إذا لزم الأمر لتهدئة العجلة المهووسة بفعل العزم. المحرّك والعلبتان تتوافر "911" بمحرّك الأسطوانات الست متقابلة أفقياً الجديد ذي التبريد المائي، والمصنوع من الألومينيوم قالباً وغطاء. ومن سعته البالغة 3387 سنتم3 96 ملم قطراً و78 ملم شوطاً ، يستخرج المحرّك المجهّز بأربعة صمامات للأسطوانة الواحدة، والذي لا يحتاج الى الصيانة إلا كل 20 ألف كلم أو سنة واحدة، قوةً تصل الى 300 حصان/6800 د.د.، وعزماً يبلغ 350 نيوتون-متر/4700 د.د. من دون هبوط العزم عن 300 ن-م بين 2700 و7000 د.د. وللحصول على معدّلَي القوة والعزم المحددين Specific output/torque الإستثنائيين 6.88 حصان/ليتر، و3.103 نيوتون-متر/ليتر من دون أي شحن توربيني أو مباشر، يتمتّع محرّكُ بورشه الجديد بنظام فاريوكام Variocam الذي يبدّل توقيت تقاطع إنفتاح صمامات الإدخال مع صمامات التنفيس لتحسين العزم في الدوران المنخفض الى المتوسط والسرعة من المتوسط الى العالي. أما العلبة فهي إما عادية بست نسب أمامية، أو تيبترونيك خمس نسب أمامية التي يمكن إستخدامها كعلبة أوتوماتيكية تماماً أو شبه يدوياً بتمكين السائق من غيار النسب تتابعياً من مقبض الغيار أو من أزرار الغيار في المقود. وتتوافر تيبترونيك أيضاً في "911 كوبيه" وفي "بوكستر". وبسبب زيادة الوزن الصافي في الكابريوليه 75 كلغ عمّا في الكوبيه بسبب ضرورة تمتين أي كابريوليه مقارناً بسيارة أخرى ذات سقف معدني ثابت تتراجع أرقام التسارع قليلاً، لتهبط على النحو التالي: صفر-100 كلم/ساعة: من 2.5 ثانية 6 ثوان مع تيبترونيك في الكوبيه الى 4.5 2.6 مع تيبترونيك في الكابريوليه، صفر-160 كلم/س: من 5.11 ثانية 13 الى 9.11 4.13 صفر-2000 كلم/س: من 3.18 ثانية 4.20 الى 1.19 2.21. أما السرعة القصوى فهي مماثلة في فئتَي الهيكلين، وتبلغ 280 كلم/ساعة بالعلبة العادية، و275 كلم/ساعة مع تيبترونيك. ويراوح معدّل الإستهلاك ليتر في المئة كلم بين 2.17 ليتر في المدن 3.18 ليتر مع تيبترونيك، و5.8 ليتر خارجها 5.8. ويتّسع خزّان الوقود ل64 ليتراً. وبينما يتشابه معظم مقاييس الكابريوليه مع الكوبيه في الطول 430.4 متر والعرض 765.1 وقاعدة العجلات 350.2 وإرتفاع السقف 305.1 وعرض المحورَين الأمامي 455.1، و465.1 مع عجلات ال18 بوصة والخلفي 500.1، أو 480.1 مع ال18 بوصة، وسعة الصندوق الأمامي 130 ليتراً يبرز الإختلاف في الوزن الصافي الذي يرتفع من 1320 كلغ 1365 مع تيبترونيك في الكوبيه الى 1395 كلغ 1440 مع تيبترونيك في الكابريوليه، والوزن الإجمالي من 1720 1765 مع تيبترونيك الى 1795 1840.