القدس المحتلة، غزة، واشنطن، بروكسيل، برلين - "الحياة"، اف ب ، رويترز - اعلن الاتحاد الاوروبي امس انه "يشجع" الحكومة الاسرائىلية على "الاستجابة" للمقترحات الاميركية التي قدمت في لقاءات لندن بهدف "اعادة الدينامية" الى عملية السلام في الشرق الاوسط. وفيما تراجعت احتمالات مشاركة رئيس الوزراء الاسرائىلي بنيامين نتانياهو في قمة واشنطن حسبما افاد مسؤولون اسرائيليون، قال مسؤول فلسطيني رفيع امس ان الرئيس ياسر عرفات ينوي التوجه الى بروكسيل بعد غد الاثنين للاجتماع مع ممثلين عن الدول المانحة للفلسطينيين اذا لم يعقد اجتماع واشنطن. وذكرت وكالة الانباء الفلسطينية ان الرئيس جاك شيراك اتصل مساء اول من امس هاتفيا بعرفات في مكتبه في غزة وبحث معه في تطورات عملية السلام ولقاءات لندن. وجاء في بيان صادر عن الرئاسة البريطانية للاتحاد الاوروبي ان الاتحاد "يشيد بالجهود التي بذلتها الولاياتالمتحدة خلال لقاءات لندن ويدعم المواقف التي قدمتها، كما يشيد ايضا بمواقف الرئيس عرفات الذي وافق على المقترحات". وابدى الاتحاد الاوروبي "اسفه لعدم التوصل، خلال المحادثات، الى اتفاق نهائي في شأن المقتراحات المقدمة، وهو يشجع الحكومة الاسرائىلية على الاستجابة لها من اجل اعادة الدينامية الى عملية السلام وتسهيل استئناف مفاوضات الوضع النهائى" للاراضي الفلسطينية. واكد البيان ان الاتحاد "سيواصل القيام بكل ما في وسعه للمساهمة في دفع عملية السلام وجهود الولاياتالمتحدة". الى ذلك، دعا المستشار الالماني هيلموت كول الى تحقيق السلام في منطقة الشرق الاوسط من خلال تنفيذ اتفاق اوسلو، معربا عن ثقته بان الحكومة الاسرائيلية ستلتزم بنود الاتفاق. وقال كول في احتفال عقد في برلين مساء اول من امس لمناسبة مرور 50 عاما على تأسيس اسرائيل: "من دون سلام لا يوجد مستقبل جيد". ودعا الى "وضع حد للكراهية والعنف والمآسي والتهجير"، معربا عن قناعته بان حكومة اسرائيل "ستواصل السير على طريق اتفاق اوسلو". وطالب بالعمل على اعادة تحريك عملية السلام المجمدة. واشار كول الى ان "مسؤولية المانيا الخاصة" ازاء الدولة العبرية "ما تزال قائمة". من جهة اخرى، افاد استطلاع للرأي في اسرائىل امس ان الاسرائىليين منقسمون في شأن قمة واشنطن. واوضحت صحيفة "معاريف" ان 46 في المئة من الاسرائىليين الذين شملهم الاستطلاع يعتقدون بان على اسرائيل رفض المقترحات الاميركية في شأن اعادة الانتشار الاسرائىلي من الضفة الغربية، فيما ايد المقترحات 43 في المئة وامتنع 11 في المئة عن ابداء اي رأي. وكان الطرفان الفلسطيني والاسرائيلي امس، وقبل اربعة ايام من انعقاد قمة واشنطن، متمسكان بمواقفهما. وفي مقابلة مع شبكة التلفزة الاميركية "سي ان ان"، ناشد عرفات نتانياهو "الاخذ بموقف الغالبية في الكنيست البرلمان المؤيدة للسلام" لاعطاء "رد ايجابي" على المبادرة الاميركية، محذرا من ان الفوضى "ستعم المنطقة برمتها في حال الفشل". لكن اكد نتانياهو اكد في مقابلة مماثلة ان "اي انسحاب مهما صغر حجمه ... مهم لأمن اسرائيل" التي هي وحدها "يمكن ان تتخذ قرارا بهذا الشأن". واشترط نتانياهو لاستمرار العملية السلمية "وفاء السلطة الفلسطينية بالتزاماتها". ورأى ان مكافحة الارهاب يجب ان تكون امرا "متواصلا" وليس "مرحليا كما بدا" في الاسابيع الاخيرة. وجدد معارضته اعلان دولة فلسطينية، مؤكدا تأييده منح الفلسطينيين حكما ذاتيا. وكرر فكرة تقاسم السلطة، مشيرا بذلك الى ان يحكم الشعب نفسه، شرط ان تحتفظ اسرائيل "بالامن والدفاع". واضاف: "لا نريد مثلا ان يعقد الكيان الفلسطيني مستقبلا ميثاقا عسكريا مع ايران"، مؤكدا ان اسرائيل "لن تقبل ابدا ايران اخرى او عراقا آخر على حدودها". وعن رأى قرينة الرئىس بيل كلينتون عن تأييدها اقامة دولة فلسطينية، قال: "من الممكن، وهذا امر طبيعي، ان يوجد في واشنطن اناس نعرفهم ونحترمهم وتكون لديهم اراء مختلفة". وحمل ديفيد بار ايلان الناطق باسم نتانياهو على تصريحات هيلاري، قائلا: "اننا مصدومون. فمن جهة يقول الاميركيون انهم لا يساندون اقامة دولة فلسطينية، ومن جهة ثانية تؤيد زوجة الرئيس، وهي ليس ايا كان، قيام هذه الدولة". وكان بار ايلان صرح اول من امس بانه "من غير المرجح الى حد كبير ان يذهب نتانياهو الى واشنطن الاثنين"، فيما قال وزير البنى التحتية الاسرائىلي ارييل شارون ان من الخطر على اسرائىل ان تزيد مساحة المناطق التي ستنسحب منها.