قبلت واشنطن امس مبدأ تأجيل القمة التي دعت الى عقدها غداً الاثنين بحضور الرئيس ياسر عرفات ورئيس الوزراء الاسرائيلي. وكان المنسق الاميركي لعملية السلام في الشرق الاوسط السفير دنيس روس استبعد إمكان التغلب على العقبات التي تحول دون عقد لقاء واشنطن غداً، لكنه ابلغ الرئيس عرفات ان الادارة الاميركية ستجري تقويماً في نهاية اجتماعاته مع بنيامين نتانياهو وستبلغه اليوم بقرارها النهائي. التفاصيل ص 4 في غضون ذلك، اكدت وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت في لندن امس انها "لن تستسلم لرفض" اسرائيل حضور لقاء واشنطن. وقالت اولبرايت اثر اجتماع وزراء خارجية مجموعة الدول الصناعية الكبرى الثماني: "ما زلت آمل" في ان يعقد اللقاء. ورغم ان اولبرايت لم تفقد كل الأمل بعد، وصرح مسؤول كبير في البيت الابيض امس رويترز بأن القمة لن تعقد في واشنطن الاثنين، لكن الرئيس بيل كلينتون يحاول ترتيب موعد آخر لها في وقت لاحق من الشهر الجاري. وقال المسؤول ان القمة "لن تعقد الاثنين" وصرح روس بعد لقائه عرفات في رام الله امس بان الرئيس بيل كلينتون واولبرايت طلبا منه العودة الى المنطقة بناء على طلب نتانياهو "الذي رغب في ان اعود للعمل على تذليل العقبات المتبقية بهدف حلها وكي نتمكن من عقد قمة واشنطن". وتابع "ان الخلافات الباقية ليست كبيرة، لكن في الوقت نفسه يصعب التغلب عليها في هذه المرحلة". وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين الدكتور صائب عريقات ل "الحياة" بعد انتهاء الاجتماع الفلسطيني - الاميركي ان مجيء روس الى رام الله امس كان "بهدف تقديم ايجاز عما تم حتى الآن مع الجانب الاسرائيلي ولم يطلب منا شيئاً او يقدم افكاراً جديدة". واضاف: "أبلغنا ان الجانب الاميركي سيقوم بعملية تقويم للوضع بعد اجتماعه الاخير مع نتانياهو وسيبلغنا اليوم الاحد على الارجح هل ستعقد قمة واشنطن". واضاف ان الرئيس الفلسطيني ابلغ روس أن موقفه لم يتغير في شأن استعداده للذهاب الى الولاياتالمتحدة على اساس المقترحات الاميركية. وقال مصدر فلسطيني ان روس تحدث عن طلب الجانب الاسرائيلي تأجيل عقد قمة واشنطن الى ما بعد يوم الاثنين، معتبراً انه في حال لم يتمكن المنسق الاميركي من اقناع نتانياهو بتليين مواقفه فإنه "لن يبقى امام القيادة الفلسطينية سوى ان توافق على التأجيل". وعقد روس اجتماعاً ثانياً مع نتانياهو في وقت متقدم مساء امس، هو الثاني منذ وصوله الى تل ابيب. لكن المراقبين استبعدوا حدوث اختراق خصوصاً بعدما اعلن المسؤول الاعلامي في مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي ديفيد بار ايلان ان "ليس هناك وقت كاف للتوصل الى اتفاق بحلول يوم الاحد، اي ان ليس بإمكاننا ان نكون في واشنطن يوم الاثنين". ويستبعد المراقبون ان يخرج اجتماع الحكومة الاسرائيلية الاسبوعي اليوم بأي قرارات في ما يتعلق بنسبة الانسحاب من الضفة الغربية التي تطالب بها الادارة الاميركية ضمن عملية اعادة الانتشار الثانية، خصوصا ان نتانياهو لم يعد الوزراء لقرارات حاسمة ولم يطلب من وزرائه الذين يقومون بزيارات خارج اسرائيل العودة من اجل البت في هذا الموضوع. وفي القاهرة "الحياة" اكد وزير الخارجية المصري السيد عمرو موسى ان رفض نتانياهو الذهاب الى اجتماعات واشنطن يُعدّ تحدياً جديداً "ويقتل كل شيء" خصوصاً ان الجانب الفلسطيني قَبِل المبادرة الاميركية. ووصف موسى في تصريحات صحافية امس الموقف الاسرائيلي بأنه "موقف سلبي من كل النواحي ويعطي رسالة واضحة لكل من يهمه الامر… ونتانياهو اعطى رسالة للولايات المتحدة وعلى كل طرف ان يحسب حساباته ويرى التصرف اللازم لأن الشرق الاوسط مُقدم على ازمة مؤسفة وخطيرة". ورداً على سؤال عن دعوة الولاياتالمتحدة الاطراف المعنية الى حل مشاكلها بشكل ثنائي. قال: "انني لا اعتقد انها تكون خطوة سليمة اذا اتخذت… ولا اعتقد ان الولاياتالمتحدة ستتخذ هذه الخطوة".