القدس المحتلة، واشنطن، لندن - أ ف ب - أكد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو أمس الأربعاء أنه لن يرضخ لضغوط الولاياتالمتحدة لجعله يقبل باقتراحها حول الانسحاب من الضفة الغربية الذي جرى بحثه على مدى يومين في لندن. وقال نتانياهو في تصريح للاذاعة الاسرائيلية: "لن نقبل الأوامر". واضاف: "لا أريد ان أدخل في التفاصيل لكن الولاياتالمتحدة تعرف ما يمكننا وما لا يمكننا فعله". وأكد نتانياهو انه لن يتوجه الى واشنطن الاثنين المقبل لاستئناف مفاوضات السلام اذا ما قدمت الولاياتالمتحدة اقتراحها على أساس انه نهائي، اما ان يقبل أو يرفض. واضاف: "حتى الآن انا مستعد للتوجه اليها، من دون مشكلة. لكن ليس اذا ما طلب مني الذهاب الى هناك بشروط غير مقبولة لدينا ... حول المسائل المركزية. انهم لا يستطيعون ان يملوا علينا أشياء يعود الينا وحدنا تقريرها". ومضى يقول: "بالطبع، الولاياتالمتحدة مهمة بالنسبة الينا والى هذه الحكومة. لكن علينا تذكير الجميع بأننا لسنا تابعين للولايات المتحدة. إننا دولة ذات سيادة". واعترف نتانياهو بتحقيق "بعض التقدم" في محادثات لندن الاثنين والثلثاء الماضيين مع وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت حول الاقتراح الاميركي بانسحاب اسرائيل من 1،13 في المئة من الضفة الغربية. لكنه اضاف: "طرحت أفكار تسوية في لندن. لست أكيداً من أنها ستقبل في نهاية الأمر. إذا سلكنا طريق الإملاءات فلن نصل الى أي مكان". ووافق الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الذي تحادث ايضا مع اولبرايت على الاقتراح الاميركي، لكن نتانياهو رفض، لأسباب قال انها تتعلق بالأمن، الانسحاب من أكثر من تسعة في المئة من مساحة الضفة. وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي ان الاميركيين "يعرفون جيدا ان بعض النسب المئوية يشكل خطراً على أمن اسرائيل وعلى حياة مواطنينا". وكان نتانياهو أكد بعيد وصوله الى تل ابيب أول من أمس عائداً من لندن انه سيذهب الى واشنطن تلبية للدعوة الاميركية. وقال أمام اللجنة المركزية لحزب ليكود في تل ابيب: "لقد ذهبت الى لندن وسأذهب الى واشنطن وإلى أي مكان آخر من أجل دفع السلام والأمن". وأردف قائلاً: "أعرف كيف أكون متصلباً حين تستدعي الحاجة، ومرناً حين تستدعي الحاجة". وفي ختام محادثات لندن التي لم تتمكن من حلحلة عملية السلام، أعلنت اولبرايت ان الرئيس بيل كلينتون وجه دعوة "مشروطة" الى عرفات ونتانياهو لعقد قمة ثلاثية في واشنطن الاثنين المقبل. والشرط الذي يواصل نتانياهو رفضه هو أن أي اتفاق يجب ان يتم على اساس الاقتراح الاميركي بالانسحاب من 1،13 في المئة من الضفة الغربية. ويجب ان تسمح القمة المزمعة ايضا بإطلاق المفاوضات حول الوضع النهائي للاراضي الفلسطينية، وهو شرط تطالب به اسرائيل. وكانت اولبرايت أعلنت في مؤتمر صحافي في لندن أول من أمس ان "الدعوة الى محادثات واشنطن تقوم على أساس تلك الأفكار الاميركية وتخفيفها ليس وارداً". واجتمع نتانياهو مع اعضاء مجلس وزرائه المصغر أمس للبحث في العرض الاميركي، لكن من غير المنتظر اعلان موقف اسرائيلي نهائي من المقترحات الاميركية قبل الاحد المقبل بعد الاجتماع الاسبوعي العادي للحكومة الاسرائيلية. وفي واشنطن قال مسؤول في البيت الأبيض أول من أمس انه لا يستطيع تأكيد ما اذا كان نتانياهو سيلبي الدعوة لزيارة العاصمة الاميركية. وقبل ذلك أوضح الناطق الرئاسي مايك ماكوري ان "أحد الطرفين أقر بفائدة الدعوة" التي وجهها كلينتون، وذلك في اشارة الى عرفات "في حين قال نتانياهو انه يريد ان يناقش المسألة مع حكومته". يذكر ان محادثات تستمر في لندن هذا الاسبوع بين الاميركيين والاسرائيليين على مستوى كبار الموظفين في محاولة لتمهيد الطريق الى اجتماعات واشنطن مع الرئيس الاميركي.