حاضرة الفاتيكان - أ ف ب - خيم الذهول امس الثلثاء على الفاتيكان بعد إقدام عريف شاب في الحرس السويسري المكلف حماية البابا يوحنا بولس الثاني، على قتل القائد الجديد لهذا الحرس الويس ايسترمان 43 عاماً وزوجته غلاديس ميزا 43 عاماً رمياً بالرصاص قبل ان ينتحر مساء اول من امس الاثنين. وجاء الحادث بعد ساعات من تعيين ايسترمان في المنصب. وأكد الناطق باسم الفاتيكان جواكين نافارو فالس ان نتائج التحاليل التي قام بها الاطباء الشرعيون امس، أظهرت ان العريف سيدريك تورني 23 عاماً هو الذى قتل الزوجين ايسترمان في شقتهما في الفاتيكان قبل ان ينتحر، بعدما اصيب على الارجح ب "نوبة جنون". واوضح ان العريف كان مصاباً بشعور ب "المرارة" لأن الكولونيل ايسترمان المشهود له انه حمى البابا خلال تعرضه لمحاولة اغتيال عام 1981 عاقبه اخيراً لتغيبه عن الخدمة من دون مبرر. وقال ان العريف ترك رسالة الى عائلته قبل الحادث. ووقعت الجريمة التي لا سابق لها مساء اول من امس قبيل الاحتفال بالذكرى الثانية والتسعين بعد الاربعمئة لانشاء الحرس السويسري عام 1506، فى عهد البابا جول الثاني. وكانت الجثث الثلاث امس، مسجاة فى كنيسة داخل ثكنة "المدافعين عن حرية الكنيسة" وهو اللقب الرسمي للحرس السويسري. وقرر الفاتيكان ان يتابع بنفسه التحقيق فى الجريمة. وقال نافارو فالس للاذاعة الايطالية انه "ليس هناك ما يقتضي طلب المساعدة القضائية من ايطاليا". يشار الى ان اتفاقات "لاتران" الموقعة مع ايطاليا، تمنح الفاتيكان "قضاءه المستقل" على كامل ترابه البالغة مساحته 44 هكتاراً. والمكان الوحيد الذي أوكل الامن فيه الى الشرطة الايطالية باتفاق من الطرفين، هو ساحة كنيسة القديس بطرس. وكان الاتفاق سمح للسلطات الايطالية ان تقوم بالتحقيق فى محاولة اغتيال البابا يوحنا بولس الثاني فى ايار مايو 1981. وتعاملت السلطات المختصة في الفاتيكان مع الوضع بسرعة عندما عثر على الجثث الثلاث في الساعة السابعة مساء بتوقيت غرينيتش، بعدما ابلغ عن الحادث جار سمع ضجة مصدرها شقة الزوجين. وعثر على سلاح العريف وهو مسدس "ستيغ-75" تحت جثته ما حدا الى الافتراض انه قتلهما ثم انتحر. من جهة اخرى، ذكر احد الحرس القدامى وهو الصحافي جاك انطوان فيرز امام المراسلين ان العريف "كان شاباً هادئاً وطبيعياً جداً". وتابع ان العريف القادم من مقاطعة سويسرية ناطقة بالفرنسية، موضوع في الخدمة منذ ثلاث سنوات وكان سلوكه "مثالياً" كما كان من المقرر ان يترك الخدمة قريبا. وقام الاطباء بتشريح الجثث لتحديد ملابسات الوفاة تحت اشراف طبيب البابا ريناتو بوزونوتي. وقال الناطق باسم الفاتيكان ان العريف أطلق خمساً من الرصاصات الست في مسدسه وكان الكولونيل ايسترمان الذى لفت الانظار في13ايارمايو 1981، عندما حمى بجسده البابا الذي تعرض لاطلاق النار من قبل التركي علي اغا، عين على رأس الحرس السويسري قبل ساعات من مقتله. وجاء تعيين ايسترمان وهو من مواليد 29 تشرين الاول اكتوبر 1954 بعد انتظار بضعة اشهر اثر تقاعد سلفه رولان بوكس في تشرين الثانينوفمبر الماضي. وكلف بالتحقيق في القضية القاضي الوحيد في الفاتيكان جيان لويجى ماروني. وتم ارجاء الاحتفال بذكرى انشاء الحرس السويسري الذى كان مقرراً اليوم الاربعاء ونكس علم الفاتيكان فوق ثكنة الحرس. ويبلغ تعداد الحرس السويسري مئة عنصر وهو مكلف الدفاع عن القصر وحماية البابا. ولا يقبل في الحرس سوى السويسريين من الكاثوليك ممن هم دون الثلاثين الذين أنهوا الخدمة العسكرية في بلادهم ولا يقل طولهم عن 174 سنتيمتراً. ومنذ عام 1970 بات الحرس السويسري الهيئة الوحيدة المسلحة في الفاتيكان بعد حل القوات المسلحة والدرك.