القدس المحتلة - أ ف ب - اعتبر محللون سياسيون امس ان ظهور حزب سياسي جديد من الوسط على الساحة السياسية في اسرائيل يساهم في تقليل فرص حزب العمل في استعادة السلطة من رئيس الوزراء اليميني بنيامين نتانياهو في الانتخابات العامة المقبلة. وقال هؤلاء انه ليس امام رئيس بلدية تل ابيب روني ميلو الذي اعلن اول من امس قراره الانشقاق عن حزب "ليكود" الحاكم وتشكيل حزب جديد، وترشيح نفسه للانتخابات، فرصة كبيرة في الفوز بمنصب رئيس الوزراء. الا انه قد يلعب دوراً كبيراً في اضعاف رئيس حزب العمل ايهود باراك الذي لم ينجح في فرض نفسه منذ توليه رئاسة المعارضة الاسرائيلية قبل عام، ولم يتمكن من تحسين شعبيته التي لا تزال متدنية في استطلاعات الرأي. واشار استطلاع جديد اخذ في الاعتبار ترشيح ميلو ونشرته امس صحيفة "يديعوت احرونوت" الى ان نتانياهو سيتقدم منافسيه اذا ما اجريت الآن انتخابات في اسرائيل، اذ حصل على تأييد 35 في المئة من الاصوات، وباراك على 27 في المئة، وميلو على 13 في المئة، ما يعني ان ميلو يجذب اصواتاً من ناخبي حزب العمل. وقال هانوش سميث الذي يرأس معهداً للدراسات في اسرائيل: "على نتانياهو الا يقلق على الاطلاق. ان مبادرة ميلو تشق صفوف المعارضة ويمكن لرئيس الوزراء ان يتجاهلها وان يمضي في طريقه". ومن المقرر ان تجري الانتخابات العامة المقبلة في اسرائيل في العام 2000. واعلن سميث لوكالة "فرانس برس" ان "باراك يحاول تقديم نفسه على انه رجل من الوسط، وفجأة جاء من يأخذ مكانه". واضاف ان "هذا امر يزعج باراك وسيطرح عليه صعوبات اكثر مما سيطرح صعوبات على نتانياهو". وكان ميلو 48 عاماً بدأ حياته السياسية كأحد "صقور" الليكود قبل 27 عاماً. لكنه توجه تدريجاً نحو الوسط، ما يجعله مرشحاً غير مقنع للكثير من ناخبي اليمين، حتى في صفوف الذين "اصيبوا بخيبة" من سياسة نتانياهو. وكان ميلو احد اوائل مسؤولي ليكود الذين ايدوا اجراء اتصالات مع منظمة التحرير الفلسطينية اعتبارا من نهاية الثمانينات ورفض في 1993 خلافاً لحزبه، ادانة اتفاقات اوسلو. واشار في المؤتمر الصحافي الذي عقده الاثنين الى دعمه عملية السلام المعطلة منذ وصول نتانياهو الى السلطة قبل عامين، آملاً جذب اصوات الناخبين من اليمين الوسط المستائين من تصلب نتانياهو مع الفلسطينيين.