بغداد - أ ف ب - صعدت الصحف الرسمية العراقية امس حملتها على رئيس اللجنة الخاصة التابعة للأمم المتحدة المكلفة التحقق من نزع أسلحة الدمار الشامل العراقية اونسكوم ريتشارد بتلر وطالبت بإقصائه معتبرة انه خرج على حدود مهمته و"يلعب بالنار". وكتبت صحيفة "الثورة" الناطقة باسم حزب البعث الحاكم ان "بتلر لا يصلح لمهمته، فهو يلعب بالنار ويهدد الأمن والسلم الدوليين". ورأت ان بتلر "عبر سلوكه لا يخفي تورطه بمخطط اميركي لإطالة الحصار على العراق"، ودعت مجلس الأمن الى ان "يتحمل مسؤولياته كاملة ويضع على رأس اللجنة الخاصة موظفاً يليق بسمعة الأممالمتحدة كمنظمة دولية". وجاءت هذه الانتقادات بعد يومين على الرسالة المفتوحة التي وجهها العراق الى المجلس وأكد فيها ان عدم رفع الحظر الدولي عنه "سيقود الى عواقب وخيمة، ومسؤوليتنا الاخلاقية والدستورية والانسانية على رغم كل هذا تدعونا الى ان ننتظر كي نرى كيف سيتصرف مجلس الأمن بعد رسالتنا". صحيفة "بابل" التي يشرف عليها عدي صدام حسين اعتبرت ان استمرار بتلر في منصبه "سيشجعه في خيانة المهمة الدولية الموكلة اليه، بالمماطلة في اعلان انجاز مهمته طالما لا يوجد من يحاسبه او على الأقل من يهدد بإبعاده عن رئاسة اللجنة". وكان العراق اتهم بتلر الجمعة بمحاولة عرقلة رفع الحظر عبر تأكيده ان بغداد لم تكشف في بياناتها قذائف وقنابل تحتوي غاز الخردل. وأوضح مسؤولون في الاممالمتحدة الثلثاء الماضي ان بتلر أبلغ مجلس الأمن ان العراق لم يكشف في بياناته وجود 500 - 700 قذيفة من عيار 155 ملم تحتوي غاز الخردل، ولم يعطِ معلومات عن 250 قنبلة تحتوي هذا الغاز. "صبر العراقيين نفد" وأضافت "الثورة" ان بتلر الذي أكد أنه سيتعامل بطريقة موضوعية ومهنية "ما لبث أن داس على شرفه وظهر على حقيقته شخصاً فاقداً للضمير ولأدنى درجات الشعور بالمسؤولية القانونية والأخلاقية". وتابعت ان رئيس "اونسكوم" يزوّر الحقائق. وتساءلت "هل يتحرك مجلس الأمن والأمانة العامة للأمم المتحدة لوضع الأمور في نصابها واقصاء بتلر الى المكان الذي يستحقه خارج المنظمة الدولية"؟ وذكّرت الصحيفة بالرسالة المفتوحة التي وجهها العراق الى مجلس الأمن مؤكدة أنها "دقت ناقوس الخطر بقوة ليسمع كل من يجب ان يسمع ان موضوع الحصار يجب أن ينتهي". وحذرت من أن "صبر العراقيين نفد على الظلم والطغيان والغطرسة وطمس الحقائق وتلفيق الأكاذيب وافتعال الأزمات وهضم الحقوق والتجاوز على قيادة العراق الوطنية والتدخل في شؤونه والعدوان المتكرر عليه، وتهديده المستمر بالعدوان وتحشيد الحشود العسكرية من حوله بذرائع واهية مفضوحة ومن دون رادع دولي". وانتقدت صحيفة "القادسية" مواقف الدول الأعضاء في مجلس الأمن معتبرة انها جاءت "مخيبة للآمال تعبر عن استمرار الهيمنة الأميركية على المجلس وانفرادها بقراراته".