بغداد، واشنطن، نيويورك - أ ف ب، رويترز - رأس الرئيس صدام حسين امس اجتماعاً مشتركاً لمجلس قيادة الثورة أعلى هيئة سياسية في العراق والقيادة القطرية لحزب البعث لدرس العلاقة مع الأممالمتحدة. وعقد الاجتماع بعد قرار مجلس الأمن تمديد الحظر على العراق، واعربت صحيفة "الثورة" عن الأسف للقرار محملة المجتمع الدولي مسؤولية "كل ظلم اضافي يلحق بالعراق" وما ينجم عنه من "ردود فعل طبيعية". وأعلنت وزارة الدفاع الاميركية البنتاغون ليل الثلثاء ان الرئيس بيل كلينتون سيقرر في غضون بضعة اسابيع هل يخفف الوجود العسكري الاميركي في الخليج، في اشارة الى التعزيزات 37 ألف جندي التي ارسلت الى المنطقة خلال الأزمة العراقية الأخيرة. وقال الناطق باسم الوزارة كينيث بيكون ان "الرئيس سيقرر هل ابقاء حاملتي طائرات أمر ضروري أم علينا ان نخفض قواتنا" في المنطقة. وتوقع ان يتخذ كلينتون قراره خلال "الاسابيع المقبلة" وأضاف: "اعتقد انه سيبحث في وجود كل قواتنا: الطائرات والسفن والجنود في الخليج". واستدرك: "اياً يكن قراره فهو قابل للتعديل اذا تغيرت الاوضاع واذا دعت الضرورة سنعيد تشكيل قواتنا في حال لم يبق الرئيس صدام حسين مسالماً وهادئاً". وشدد على انه سواء اعيد الى اميركا بعض السفن الحربية والقاذفات من "طراز بي 52" والمقاتلات "الشبح" من طراز "ستيلث"، أو ابقيت في المنطقة "اثبتت القوات الاميركية منذ حرب الخليج انها قادرة على ان تعود بسرعة الى الخليج رداً على اي تصد للأمم المتحدة من جانب صدام أو اي تهديد لجيران العراق. واذا رفض صدام ان يبقى مسالماً سنضطر الى زيادة قواتنا مجدداً". الى ذلك اعلنت "وكالة الانباء العراقية" ان صدام رأس الاجتماع المشترك للقيادة العراقية موضحة انه عقد "في اطار متابعة مواقف مجلس الأمن في ضوء المبادئ التي وردت في بيان مجلس قيادة الثورة وقيادة قطرالعراق ل حزب البعث الصادر في السادس عشر من نيسان ابريل الجاري". وكان البيان اعتبر ان "الوقت حان ليفضي بحث قضية الحصار نهاية نيسان الى تطبيق الفقرة 22 من القرار 687 فوراً وكمدخل لرفع الحصار رفعاً كاملاً وشاملاً". وحذر البيان من ان "ليس ثمة طائل في صبر العراق والعراقيين ليلعب المجرمون اضافياً في هذه القضية المصيرية لشعبنا". وشدد وزير الثقافة والاعلام العراقي همام عبدالخالق عبدالغفور اثناء افتتاحه امس معرضاً للآثار على ان مسألة الحظر "لا تزال تناقش في مجلس الامن" وان "من السابق لأوانه" الحديث عن شكل العلاقة بين العراق واللجنة الخاصة التابعة للأمم المتحدة المكلفة نزع اسلحة العراق المحظورة اونسكوم بعد تمديد الحظر. وحمل على واشنطن معتبراً انها "هي التي تمارس الدور المخرّب ضد شعب العراق ولأسباب سياسية". وشدد على ان كل ملفات الاسلحة "انتهت ويفترض ان تكون اقفلت" و"حان الوقت لتنفيذ الفقرة 22" التي تنص على رفع الحظر النفطي عن العراق بمجرد ان تؤكد "اونسكوم" اغلاق ملفات التسلح العراقي. ورأى الوزير ان التقرير الاخير لرئيس اللجنة الخاصة ريتشارد بتلر "كتبه الأميركيون". الى ذلك، أكد مسؤولون في "اونسكوم" ان بتلر ابلغ المنظمة الدولية ان العراق عاجز عن تفسير فقدان اكثر من 500 قذيفة تحتوي غاز الخردل. وقال رئيس "اونسكوم" في جلسة مغلقة امام مجلس الأمن ان بغداد لم تستطع ان تبرر فقدان 500 - 700 قذيفة من عيار 155 ملم تحتوي غاز الخردل. ورفض بتلر اعطاء اي ارقام الى الصحافيين اثناء المؤتمر الصحافي الذي عقده ليل الثلثاء بعدما استمع اليه المجلس، لكنه اوضح انه خلال عملية تفتيش عثر على أربع قذائف من عيار 155 ملم، وعلى رغم انها قديمة كانت تحتوي غاز الخردل الصافي بنسبة 97 في المئة. وأكد في حديث الى شبكة "سي. ان. ان" التلفزيونية الاميركية ان "اونسكوم" يمكنها ان تنهي "عملية نزع الاسلحة خلال هذه السنة" اذا ابدى العراق تعاوناً كاملاً. وأضاف: "اذا اعطانا العراق معلومات يمكننا ان نتحقق منها بسرعة وننتقل الى المراقبة الطويلة الأمد". واعتبر ان "من واجب العراق الاساسي ان يعطينا معلومات". يذكر ان مجلس الأمن قرر الاثنين تمديد الحظر الدولي على العراق، وطرحت روسيا مشروع قرار لنقل الملف النووي الى مرحلة الرقابة الطويلة الأمد،. وذكر رئيس اللجنة الخاصة اثناء المؤتمر الصحافي ان العراق لم يدرج في بيانات الجرد 15 ألف قذيفة من عيار 155 ملم ونحو عشرة آلاف قذيفة "هاون" من عيار 122 ملم و350 قذيفة جوية "ار - 400" خالية. وعن اكتشاف قذائف غاز الخردل قال: "نعمل في شكل جيد معهم الآن في هذه المسألة، وكانت هناك فترة اعتقد اننا ضللنا فيها".