وصل نائب الرئيس الأميركي آل غور مساء أمس الى رام الله للاجتماع بالرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وذلك بعد اختتام زيارة للسعودية استغرقت يومين، التقى خلالها خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز، وعقد امس وأول من أمس اجتماعين مغلقين مع ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني الأمير عبدالله بن عبدالعزيز، "عرضا فيهما مجمل الأحداث الدولية ومسيرة السلام في الشرق الأوسط". ووصف غور نتائج محادثاته مع الأمير عبدالله امس بأنها "ايجابية جداً". وقالت مصادر ديبلوماسية ل "الحياة" أن العملية السلمية كانت المحور الرئيسي للمحادثات السعودية - الأميركية التي اطلع غور خلالها المسؤولين السعوديين على تفاصيل المبادرة الأميركية للإنسحاب الإسرائيلي من الضفة الغربية، كما شدد المسؤولون السعوديون "على ضرورة بذل الولاياتالمتحدة جهوداً اكبر للضغط على الحكومة الإسرائيلية في سبيل الزامها الاتفاقات الموقعة مع الجانب العربي". في غضون ذلك، وفيما كان المراقبون ينتظرون من الجانب الاميركي في المفاوضات مع السعودية، اظهار ما تسمح به الديبلوماسية من تحفظ عن الانفتاح في العلاقات السعودية - الايرانية، ذكرت مصادر ديبلوماسية ان السعودية جددت عرض وساطتها على أميركا لتقريب وجهات النظر بين واشنطنوطهران، وذلك بأن ينقل وزير الخارجية السعودي رؤى الولاياتالمتحدة تجاه الموضوع ذاته الى المسؤولين الإيرانيين، خلال زيارته المرتقبة إلى طهران والتي من المقرر ان تتم في الأيام القليلة المقبلة. وكان الأمير عبدالله اقام في قصره في جدة امس حفلة غداء تكريما لنائب الرئيس الاميركي، حضرها النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء السعودي وزير الدفاع والطيران الامير سلطان بن عبدالعزيز، ووزير الداخلية الامير نايف بن عبدالعزيز، ووزير الخارجية الامير سعود الفيصل، والسفير السعودي لدى الولاياتالمتحدة الامير بندر بن سلطان بن عبدالعزيز. وكان الامير عبدالله والامير سلطان في مقدم مودعي غور عند مغادرته مطار الملك عبدالعزيز الدولي في جدة. وزار غور قاعدة الامير سلطان الجوية في الخرج، قبل التوجه الى اسرائيل التي انتقل منها الى رام الله في الضفة الغربية للقاء الرئيس الفلسطيني. الى ذلك استقبل الأمير سلطان بن عبدالعزيز في قصره في جدة امس رئيس بعثة التدريب العسكرية الاميركية في السعودية الجنرال مارسيلو ومساعديه، بحضور الامير بندر بن سلطان، والسفير الاميركي في الرياض وايتش فولر، ونوقشت في المقابلة "بعض الامور العسكرية المشتركة التي تهم البلدين الصديقين". غور في رام الله وجاء اجتماع عرفات - غور الليلة الماضية عشية توجه الرئيس الفلسطيني الاخير لحضور اجتماعات لندن مع وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت وسط تفاؤل محدود بامكان تحقيق اي من الاجتماعين تقدما على صعيد اتفاق اعادة الانتشار في الضفة الغربية. واعتبرت مصادر فلسطينية ان زيارة غور لرام الله لا تتعدى زيارة مجاملة بعد ان شارك اسرائيل خلال يومين احتفالاتها بعيدها الخمسين واعلن انه لا ينوي التفاوض مع الاسرائيليين او مع الفلسطينيين بشأن الأزمة التي تمر بها عملية السلام. وعلى رغم اعتبار مسؤولين فلسطينيين ان اجتماع لندن يشكل "الفرصة الاخيرة" وتحذيرهم من فقدان عملية السلام اي مغزى ما دامت اسرائيل مصرّة على مواقفها، الا ان مسؤولين عديدين اعترفوا بأن التوقعات من اجتماع لندن باتت محدودة، وأشاروا الى انه حتى اولبرايت خفضت توقعاتها بالنسبة الى ما يمكن ان تسفر عنه هذه الاجتماعات. ويأمل الفلسطينيون بأن تخرج الادارة الاميركية عن ديبلوماسيتها الهادئة، خصوصاً بعد ان وافق الفلسطينيون على الصيغ والنسب التي اقترحتها الولاياتالمتحدة لاعادة الانتشار، وان توجه اصبع الاتهام بشكل واضح لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو بالوقوف في وجه اي تقدم يمكن ان يخرج عملية السلام من سباتها. ولم يخف البعض خشيتهم من ان تمارس الولاياتالمتحدة ضغوطاً على الجانب الفلسطيني ليقدم تنازلا آخر بعد ان خفض مطلبه الى نسبة 13.1 في المئة من حجم الضفة الغربية لتنفيذ المرحلة المقبلة من اعادة الانتشار او ان تذعن الادارة الاميركية لابتزاز اسرائيل بالغاء المرحلة الثالثة من اعادة الانتشار قبل بدء المفاوضات على الحل النهائي خصوصا بعدما تردد عن مصادر دبلوماسية عربية وغربية امكان ان توافق اسرائيل على رفع النسبة التي تقترحها الى 11 في المئة بدل 9 في المئة. وحذرت السلطة الفلسطينية في بيان صدر عن اجتماعها الاسبوعي ليل الجمعة من ان "فشل لقاءات لندن يعني عودة المنطقة برمتها الى دوامة الفوضى والعنف". واضاف البيان "ان لقاءات لندن هي فرصة ثمينة