أكد الأمين العام للاتحاد الوطني الكردستاني السيد جلال طالباني أن "لجوء الاكراد الى القاهرة لإيجاد حل عادل لقضيتهم ليس مؤامرة استعمارية معادية للعراق، كما يردد بعضهم، بل محاولة قومية مخلصة لاختيار المسار العربي لإنقاذ العراق من المشاكل المستعصية التي تستنزف قواه وطاقاته وفي مقدمها المشكلة الكردية". ووجه طالباني، في كلمة ألقاها امس، خلال الجلسة الافتتاحية لندوة الحوار العربي - الكردي التي بدأت اعمالها في القاهرة وتستمر يومين، الشكر للرئيس المصري حسني مبارك والحكومة المصرية للسماح بعقد الندوة في مصر، التي وصفها بأنها "المنارة السياسية لشعوب المنطقة"، مشيراً الى أن ذلك يعبر عن "حرص مصر على الحفاظ على وحدة العراق". وندد بمواقف "بعض القوميين العرب الذين ينكرون حق الشعب الكردي في الحوار الحضاري معهم في القاهرة قلب العروبة، بعيداً عن تبادل الاتهامات، لدرس سبل تعزيز الوحدة العراقية وحل المشكلة الكردية، وسد المنافذ امام القوى الاجنبية الطامعة في العراق ووحدته". واعتبر ان "معارضة الحوار العربي - الكردي لا تخدم مصالح الجانبين، بل تساهم في توسيع الخلافات العربية - الكردية ودفع الاكراد الى التحرك في عواصم غير عربية دفاعاً عن قضيتهم". وشدد طالباني على أن الاكراد "لا يطالبون بالافتراق والانفصال عن العراق"، مشيراً الى أن "الاحزاب الكردية الجادة لم تحمل شعار الانفصال بل نادت بالوحدة الوطنية، واختارت الفيديرالية كأفضل اسلوب لحل المشكلة، لأن الفيديرالية توحد ولا تفرق". ورأى ان "إقرار حقوق الاكراد هو تعزيز للوحدة العراقية وحل دائم لأزمتها"، مؤكداً أن "الحرب والوسائل القمعية لن تساعد في حل المشاكل بل تُعقد الأمور وتفتح المنافذ للتدخل الأجنبي". اعداء للعرب والاكراد ولفت الى ان "لجوء الأكراد الى العرب، ومصر خصوصاً، لحل مشكلتهم هو حق واجب ومشروع، وإذا كانت القضية الكردية تبحث الآن في المحافل الدولية وتصدر قرارات في شأنها، فإن من الأفضل أن تكون مصر وحدها المكان المناسب للحوار العربي - الكردي حول هذه القضية المهمة. ان هذا الحوار لا يقتصر على حل القضية الكردية بل يمتد الى تعزيز التلاحم العربي - الكردي لمواجهة الاعداء المشتركين". وتحدث في الجلسة الافتتاحية للندوة التي تنظمها "اللجنة المصرية للتضامن" برئاسة السيد أحمد حمروش، السيد سامي عبدالرحمن ممثلاً للسيد مسعود بارزاني زعيم الحزب الديموقراطي الكردستاني، فأكد أهمية الحوار "لمساعدة العراقيين عرباً وأكراداً". وأشاد ب "مواقف الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي الثابتة إزاء القضية الكردية". وقال إن "إبقاء مشكلة أكراد العراق بلا حل ألحق أبلغ الضرر بهذا البلد، سياسياً وعسكرياً واقتصادياً". منبّهاً الى ان المشكلة الكردية في العراق "ليست صراعاً بين العرب والأكراد بل صراع بين الأكراد والحكومات المتعاقبة في بغداد، والتي كثيراً ما لجأت الى قمع الشعب العراقي برمته".